ظل المواطن المصري البسيط محروما من زيارة المناطق السياحية في بلده علي مدي السنوات الماضية ولا يزال حيث سيطرت في ذهن كافة المسئولين فكرة تعتمد علي " اللي ماعهوش ما يلزموش " أي أن هذه المناطق السياحية في شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم تقتصر زيارتها علي طبقة الأثرياء فقط بينما الفقراء يمتنعون (!) . تم ترسيخ هذه الفكرة بالمبالغة في تكاليف الإقامة بالمنتجعات السياحية وأيضا المبالغة في تكاليف السفر بالطائرات .. وعندما يتم مناقشة موضوع السياحة الداخلية للفقراء كان الرد الذي اتفق عليه كافة المسئولين هو تعبيرات من نوعية "هوه لازم الرحلة في فندق خمس نجوم " ! ورد آخر يقول "علي قد لحافك مد رجليك " .. وهكذا تاهت قضية إتاحة الفرصة لبسطاء المصريين لزيارة المناطق السياحية .. ولم يفكر أحد في توفير رحلة رخيصة للمواطن وأسرته الذي شعر أنه غريب في بلده. والغريب أنه عند وقوع أزمة تجتاح الأخضر واليابس في السياحة المصرية تعقد الاجتماعات وتعلن حالة الطوارئ لإنقاذ السياحة التي تدهور حالها.. ويكون الحل هو تكثيف الدعاية وتقديم عروض التخفيضات للإقامة بالقري السياحية التي كانت محرمة علي أولاد " البطة السودا " من أجل عيون إنقاذ السياحة !! والدليل علي ذلك تلك المبادرة التي أطلقتها مصر للطيران ووزارة السياحة بالتعاون مع شركة"موبينيل" والبنك الأهلي المصري في يونيو الماضي، تحت اسم كلنا " هنشوف مصر" لمواجهة ما شهدته حركة السياحة لمصر من انخفاض ملحوظ عقب أحداث الثورة. وتقوم فكرة المبادرة علي عرض رحلة شاملة لجميع العملاء نقدا أو بالتقسيط وبدون فوائد لحاملي بطاقات البنك الأهلي المصري، وبأسعار تشجيعية بمعني أنها تعتمد علي تقديم فروض الطاعة والولاء للمواطن الثري أيضا للحضور إلي الغردقة أو شرم الشيخ ويكفي المواطن الغلبان وقوفه في الاحتجاجات أو المظاهرات الفئوية ولهذا لم يكتب النجاح لهذه المبادرة وكان الفشل حليفها .. لأن النية الصادقة لم تتوافر بمعني أن يتاح للمواطن وأسرتة زيارة تلك المنتجعات السياحية بأقل الأسعار في فترات الإجازات وليس في فترات الأزمات !! لابد من وقفة جادة وصادقة بتخفيض تكاليف الإقامة بالقري السياحية للمصريين وأيضا الاستغناء عن السفر بالطائرة لتقليل تكاليف الرحلة .. وهذا مابدأت هيئة تنشيط السياحة تفعيله بمشاركة المصريين الوطنيين من أصحاب القري السياحية . م . ع