علي طريقة التاجر المفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة هذا ما يفعله حاليا مستثمرو السياحة إذ يبحثون حاليا عن أي وسيلة للخروج من حالة الركود السياحي التي نتجت عن تداعيات الأحداث الأخيرة.. فهل تكون السياحة الداخلية هي الحل للخروج من هذا النفق المظلم الذي تسبب في خسائر فادحة لجميع المستثمرين السياحيين بعد أن تعرضت الحركة السياحية الوافدة لمصر لانخفاض شديد خلال الاشهر الستة الأخيرة؟ مؤخرا أطلقت شركة مصر للطيران مبادرة مشروع لتشجيع السياحة الداخلية تحت مسمي "كلنا هنشوف مصر" بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والبنك الأهلي وشركة موبينيل والعديد من المنشآت الفندقية.. يعتمد المشروع علي تنظيم رحلات شاملة للسفر إلي جميع المقاصد السياحية الداخلية بأسعار تشجيعية نقدا لجميع العملاء وبالتقسيط بدون فوائد لحاملي بطاقات ائتمان البنك الأهلي كما يأتي المشروع استمرارا للسياسات التي تتبناها وزارتا الطيران والسياحة لدفع عجلة التنمية وتشجيع السياحة والاستثمار في ظل الظروف الحركة التي يعانيها منها الاقتصاد الوطني بصفة عامة. في بداية الأمر، شهد برنامج ترويج السياحة الداخلية الذي تنفذه مصر للطيران بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة والبنك الأهلي، اقبالا كبيرا في بداية تنفيذه.. حيث تلقت الجهات الثلاث طلبات من العديد من الفنادق وشركات السياحة للانضمام للبرنامج الذي يعمل طوال الصيف برحلات مخفضة تصل قيمتها إلي 1450 جنيها بالطيران لمدة أربعة أيام لاحدي المناطق السياحية مثل شرم الشيخ أو الغردقة أو مرسي علم أو الساحل الشمالي ويمكن تقسيطها علي ستة أشهر من خلال الفيزا كارت.. إلا أن البرنامج لم يشمل كل الفنادق بالمناطق السياحية المختلفة، وهو ما تسبب في انتقادات لهذه المبادرة. المنتقدون لها يؤكدون أيضا أن هذه المبادرة ليست موجهة إلي جميع المصريين، فتكلفة الفرد تشمل 1450 جنيها لمدة 3 ليال فقط مما سيكلف الاسرة الواحدة ما يقرب من 7 آلاف جنيه لقضاد 3 أيام مما سيزيد من أعبائها. إلا أنه من المتوقع أن يشهد القطاع السياحي خلال الأيام القادمة خاصة خلال فترة الاعياد أعلي نسب اشغال منذ اندلاع أحداث ثورة 25 يناير، خاصة أن السياحة الداخلية استطاعت انعاش القطاع الفندقي خلال الشهر الماضي وتعويض جزء من خسائر السياحة الخارجية الوافدة لمصر التي تعرضت لانتكاسة بالغة من جراء أحداث الثورة واستغلال الاعلام الأجنبي لهذه الأحداث استغلالا سيئا. منير فخري عبدالنور وزير السياحة يؤكد أن هذه المبادرة تهدف إلي تنشيط السياحة الداخلية إلي عدد من المقاصد السياحية المصرية (الغردقة شرم الشيخ مرسي علم مطروح الأقصرأسوان) من أجل تعويض ما تشهده هذه المناطق من ركود في السياحة الخارجية الوافدة إليها كنتيجة لتداعيات الأحداث التي تشهدها مصر، مشيرا إلي أن فكرة المشروع تعتمد علي عرض "الرحلة الشاملة" والتي تبدأ من 1450 جنيها شاملة الإقامة وتذاكر الطيران لمدة 4 أيام/ 3 ليال لأحد هذه المقاصد علي أن تكون الإقامة بفنادق فئة 4 أو 5 نجوم وذلك خلال فترة الصيف التي تستمر حتي 31 أكتوبر القادم علي أن يتم السداد نقدا أو بالتقسيط علي ستة أشهر دون فوائد. ويوضح وزير السياحة أن عودة السياحة لمصر مسئولية جميع المواطنين وأن الهدف من برنامج "كلنا هنشوف مصر" الذي يسعي إلي تشجيع السياحة الداخلية برعاية الهيئة العامة لتنشيط السياحة، وشركة مصر للطيران، والبنك الأهلي المصري، والشركة المصرية لخدمات المحمول هو تشغيل أسطول مصر للطيران الداخلي، وتشغيل عمالة الفنادق المعطلة واثبات للعالم أن الأوضاع في مصرآمنة للسياحة، لكنه أشار إلي أن الهدف ليس المكسب، لافتا إلي أن الطبقة المتوسطة هي المستهدف، بعد أن يدفع صندوق السياحة الفوائد بدلا من السائح المصري، كما يوضح أن الهدف من هذه المبادرة هو الاثبات للعالم أن مصر بلد الأمان وشعبها مستقر يقوم بالرحلات الداخلية دون خوف لأن الاعلام قام بتشويه الصورة تماما خلال الفترة الماضية ببحثه عن الاخبار المثيرة فقط مما أعطي انطباعا أن مصر غير مستقرة أمنيا.