واشنطن: أعلن بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش في النصف الأول من العام الحالي، لكن ينتظر أن ينتعش بفضل تخفيضات أسعار الفائدة الكبيرة التي ستحفز النمو. وقال برنانكي في تصريحاته أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة لمجلس الكونجرس "يبدو الآن أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لن ينمو كثيراً، اذا نما على الاطلاق، في النصف الأول من 2008، بل وربما ينكمش قليلاً". وأضاف: نحن نتوقع أن يقوى النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري، نتيجة لعوامل منها سياسات التحفيز النقدية والمالية. وأشار برنانكي في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إلى تعرض الاقتصاد الأمريكي في الشهور الأخيرة لأزمات في المجالات الائتمانية والإسكانية والتمويلية، متوقعاً ارتفاع النمو الاقتصادي في النصف الثاني من هذا العام وخلال 2009 بمساعدة حزمة محفزات تتضمن إعفاءات ضريبية بقيمة 168 مليار دولار للمواطنين وتقديم مهل ضريبية للأعمال والشركات إلى جانب سلسلة التخفيضات الاخيرة في معدل الفائدة الاساسي. ولم يعلن برناكي عن عزم "الاحتياطي الفيدرالي" القيام باي خفض جديد لمعدلات الفائدة أو خططاً مستقبلية للقيام بذلك. ويحدد مجلس "الاحتياطي الفيدرالي" السياسة النقدية للولايات المتحدة من خلال تحديد مختلف انواع معدلات الفائدة وعادة ما يعد رئيسه ثاني اقوى شخصية في أمريكا بعد رئيس الدولة. وعلى صعيد متصل، حذر بن برنانكي، أنه من المرجح أن تستمر أزمة الرهن العقاري في بلاده، داعياً مؤسسات الإقراض إلى مساعدة أصحاب المنازل بتعديل شروط قروضها. هذا وقد رفع صندوق النقد الدولي من احتمالات تعرض الاقتصاد العالمي لموجة كساد وذلك في ضوء الأزمة الحادة التي تواجه حالياً الولاياتالمتحدة والتي تعد الأسواء من نوعها منذ أزمة الثلاثينات الاقتصادية والتي كانت تعرف بالركود الكبير. ووفقاً لوثيقة أوردتها شبكة "بلوم برج" الإخبارية عبر موقعها الالكتروني فقد عدل صندوق النقد الدولي من توقعاته للنمو العالمي لهذا العام ليكون في حدود 3.7% وهو ما يعتبر أدني معدل منذ عام 2002، مقارنة بالتقديرات السابقة والتي كانت تتوقع نمواً بحوالي 4.1%.