صرح "بن برنانكي" رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء بأن البنك المركزي قد يحتاج إلى تيسير المزيد من السياسة النقدية حال هبوط التضخم أو تراجع التوقعات بشأن التضخم على نحو ملحوظ. وفي أولى تعليقاته العامة منذ أول إجراء جديد اتخذه الفيدرالي بهدف الحفاظ على تدني تكاليف الاقتراض طويلة الأجل، أشار برنانكي إلى الاستعداد للمزيد من التوغل في عالم السياسة غير التقليدية حال استمرار تدنّي النمو الاقتصادي. "ثمة أمر ما سنراقبه عن كثب"، صرح بذلك برنانكي ردًا على تساؤلات طرحها الجمهور في ندوة تحت رعاية الفيدرالي ب كليفلاند. وقال برنانكي: في حال هبوط التضخم أو توقعات التضخم بشكل مبالغ فيه، فسيتعين علينا اتخاذ إجراء ما لتفادي التضخم. وجاء التعليق ردًا على تساؤل بشأن الانحدار الأخير الذي تشهده توقعات التضخم القائم على أساس السوق، والتي ينظر إليها صانعو السياسات كمقياس جيد لتوجهات التضخم المستقبلية. تقلصت الفجوة بين العائدات على سندات الخزانة ذات العشر سنوات ونظيراتها المحمية من التضخم إلى نسبة 1.70% خلال الأسبوع الأخير، وهي أدنى نسبة وصل إليها منذ سبتمبر 2010. وكانت قد ارتفعت على نحو طفيف منذ ذلك الحين وتوقفت أخيرًا عند النسبة 1.86%. وفي مساعيه للحد من أسوأ ركود منذ أجيال وتحقيق التعافي، لم يكتف النظام الاحتياطي للمصارف الاتحادية بخفض معدل الفائدة إلى الصفر، وإنما ضاعف ميزانيته لما يقرب من 2.9 تريليون دولار. بالرغم من تلك التدابير، استمر النمو بطيئًا لحد ما، محققًا معدلاً أقل من 1% على أساس سنوي في النصف الأول من العام. وأشار برنانك إلى أنه ما يزال متخوفًا بشأن المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد، والتي وصفها الفيدرالي بالخطيرة في بيانه الصادر في شهر سبتمبر بشأن السياسات. وقال برنانكي: "لدينا كثير من المشاكل سواء فيما يتعلق بالتعافي أو فيما يتعلق بالنمو طويل الأجل". في الأسبوع الأخير، صرح الفيدرالي بأنه سوف يبيع 400 مليار دولار من سندات الخزانة طويلة الأجل ويستبدلها بأخرى أطول أجلاً في محاولة لخفض الضغط على تكاليف الاقتراض خلال فترة زمنية أطول. أطلق المستثمرون اسم عملية تويست على البرنامج عقب اتخاذ الفيدرالي تدابير مشابهة في الستينيات. وسيقوم البنك المركزي كذلك بتجديد مساعدته لقطاع تمويل الإسكان عن طريق إعادة استثمار سندات الرهن المستحقة في محفظته مرة أخرى بالسوق. وكان برنانكي قد دعا الحكومة الأمريكية لرفع مساعدتها لقطاع الإسكان المتمارض، مركز الانهيار المالي الذي حدثت في العام 2008. وقال برنانكي: "ثمة سياسات إسكان قوية للعمل على تعافي سوق الإسكان، سوف تكون مفيدة للغاية وسيكون من شأنها تفعيل السياسة النقدية للفيدرالي والعمل على تعافي الاقتصاد بشكل أقوى". لم تلق عملية التسهيل النقدي الأخيرة للفيدرالي دعمًا جماعيًا داخل لجنة السوق المفتوحة الفيدارلية، التي تضع السياسة النقدية.