لا يزال الخوف من فيروس"إيبولا" هو المسيطر على القرار في بلدان إفريقية عدة، بعد تفشي جديد للفيروس ظهر نهاية أغسطس في ست دول أفريقية مثل، ليبيريا، سيراليون، غينيا، الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، السنغال. وأوضح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس خلال الندوة التي ألقاها تحت عنوان "المناعة طوق النجاة من الإيبولا"، أن التفشي الحالي لم يحدد العلماء نوع الفيروسات المسببه له، ولكن في إنتظار تحديد نوع سلالة فيروسات "الإيبولا" التي سببت التفشي. وأشار بدران إلى أن التفشي الجديد للايبولا في الكونغو الديمقراطية ليس له علاقة بالوباء المنتشر بغرب أفريقيا، حيث لم يحدد حتى الآن نوع الفيروسات المسببة له، وهو التفشي الثامن من نوعه لهذا المرض في الكونغو منذ عام 1976، مؤكداً أن "ايبولا 2014" انتشرت لتغزو المدن المتحضرة عكس كافة أوبئة "الإيبولا" السابقة التي حدثت غالباً في المناطق الريفية. كيف يدخل الفيروس الجسم ؟ أكد بدران أن فيروس "الإيبولا" يدخل جسم الإنسان من خلال الجلد عن طريق الأغشية المخاطية بعد لمس المريض أو جسم متوفي ب"الإيبولا" أو تناول لحوم برية من الغابات الأفريقية أو ملامسة حيوان مصاب بالمرض، موضحاً انه ينظر لفيروس "الإيبولا" كسلاح بيولوجي واعد، حيث يمكنه الانتقال عن طريق الهواء من قطيرات الرذاذ وارتفاع معدلات الإصابة والوفاة في فترة قصيرة لا تتعدى 3 أسابيع ورغم عدم وجود تطعيمات للبشر، إلا أنه توجد تطعيمات للقرود وفترة حضانة الفيروس من 2 - 21 يوماً ولم تحدث عدوى حتى الآن خلال فترة الحضانة . وأوضح بدران ل"محيط"، أن وفيات "الإيبولا" تنتشر بين الإناث عن الرجال، مشيراً إلى أن الفيروس يشل الجهاز المناعي ويمنعه من الإستجابة الفورية للإصابة، حيث أن الفيروس يكبت المناعة ويجرد الجهاز المناعي من أسلحته مسبباً شلله ويمنعه من الاستجابة الفورية للإصابة فيتحول بروتين الفيروس إلى سم داخل خلايا الجسم مما يترتب عليه فساد آليات تخثر الدم " تجلط " وبالتالي يؤدي إلى نزف رهيب ويشوش على الخلايا. وأكد بدران أن أهم أسباب خطورة وباء "الإيبولا" الحالي هو غياب ثقافة الوقاية من العدوى خاصةً عند القائمين على الخدمات الصحية، مشيراً إلى إمكانية السيطرة على الوباء وإحتوائه خلال مراحله الأولي ، خاصةً وأن المناعة هى الحل طالما بدأ نصف المرضى المصابين يتعافون فإن المناعة تصبح نعمة وطوق للنجاة والتغذية السليمة والعودة للطبيعة تساهم في رفعها. طرق الانتقال بين البشر - ملامسة دم المصاب ب"الإيبولا" أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه. - عبر السائل المنوي للشخص المصاب. - فيروس "إيبولا" يبقي موجوداً في المني حتى اليوم ال61 من الإصابة بالمرض. - العدوى تنتقل عبر السائل المنوي خلال مدة تصل إلى سبعة أسابيع بعد مرحلة الشفاء السريري. - ملامسة جثة الشخص الذي توفي ب"الإيبولا" أثناء طقوس الدفن. أعراض المرض: - الحمى - التعب والوهن الشديد - آلام في العضلات - صداع - التهاب الحلق - القيء - الإسهال - طفح جلدي - خلل وظائف الكلى والكبد - النزف من العين والأذن والأنف والشرج وتضخمها - تضخم المنطقة التناسلية - غيبوبة فك شفرة "الايبولا" أكد بدران أن الأبحاث العلمية الحديثة نجحت في فك سر شفرة العدوى بفيروس "إيبولا"، حيث تم التوصل للجزء من الفيروس، الذي يسد طرق التواصل بين مفردات الجهاز المناعي، والذي أطلق عليه "في بي 24"، موضحاً أنه له القدرة على استثارة الجهاز المناعي لتكوين مضادات أجسام مناعية تحمي من السلالتين الشرستين لفيروس "إيبولا"، وتجري الأبحاث حالياً على إمكانية إنتاج مضادات أجسام تكبح جماح هذا الجزء. وأوضح أنه من المتوقع أن تبدأ تجربة تطعيمات ضد "إيبولا" على متطوعين في الأسبوع القادم، بعد نجاح التجارب الأولية على حيوانات التجارب، مضيفاً أنه على الرغم من عدم وجود علاج للفيروس حتى الآن، إلا أن هناك أدوية تجريبية نجح أحدها في علاج 18 قرداً أصيبوا بالفيروس قبل علاجهم بالدواء ب28 يوماً، كما تم استخدام أحدها في علاج 7 مصابين. وأضاف بدران أن المشكلة تكمن في عدم استطاعة الشركة المنتجة توفير أكثر من 40 جرعة من الدواء في الشهر، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد المصابين ليصل إلى 20 ألفاً، وتتجه الآمال نحو علاج فعال ضد المرض وتطعيم آمن واختبار سريع للكشف عن العدوى. للوقاية من "الإيبولا" أكد بدران أن مصر آمنة من فيروس "الإيبولا"، ولكنه ينذر بعواقب كارثية في القارة السمراء وقد تمتد إلى قارات أخرى، فالمرض أصاب حتى الآن 1975 حالة وتوفي منها 1060 حالة، لذا ينصح بالآتي: - يجب تنظيف وتطهير حظائر الحيوانات بشكل دوري. - تقليل مخاطر إنتقال العدوى من الحيوانات البرية إلى الإنسان. - تجنب ملامسة خفافيش الفاكهة أو القردة المصابة بالعدوى. - تجنب تناول لحومها النيئة. - عدم ملامسة الحيوانات إلا بعد ارتداء القفازات والملابس الواقية المناسبة. - إذا تم الاشتباه في حدوث إصابات لدى الحيوانات فيجب فرض حجر صحي على المكان فوراً. - تجنب الممارسات الغير آمنة في مجال تربيتها وذبحها، والاستهلاك غير المأمون لدمائها أو حليبها الطازج أو أنسجتها النيئة. - ينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة عند التعامل مع حيوانات مريضة أو مع أنسجتها أو عند ذبحها. - إعدام الحيوانات المصابة بعدوى المرض. - الإشراف على التخلص من جثثها عبر الدفن أو الحرق للحد من مخاطر نقل العدوى إلى البشر أو إلى حيوانات أخرى سليمة. - تجنب لمس الحيوانات مباشرة، مثل ملامسة خفافيش الفاكهة والقردة. - يجب الحرص على طهو منتجات الحيوانات بشكل جيد، اللحوم والدماء والألبان - عدم تناول اللحوم النيئة. - عدم التواصل الجسدي القريب بمرضى "الإيبولا". - ارتداء القفازات ومعدات الحماية المناسبة لحماية الأشخاص عند رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنازل - غسل اليدين بعد زيارة المرضى وبعد رعاية المرضى. - استخدام معدات الحماية الشخصية: إرتداء القفازات والمعدات المناسبة للحماية من العدوى، تجنبا لملامسة الدماء وسوائل الجسم مباشرة، والوقاية من وخز الإبر والإصابات الناجمة عن آلات حادة.