«سانوفي» الفرنسية تتحدى العالم بلقاحها الجديد ضد «حمى الدنج»

يعكف العلماء في معامل "سانوفي" الفرنسية المتخصصة في اللقاحات، على إنتاج لقاح جديد ضد فيروس "حمى الدنج"، والتي أصبحت منتشرة في دول أمريكا اللاتينية وآسيا الجنوبية والشرقية، والتي بلغ عدد المصابين بها حتى اليوم مائة مليون حالة في العالم، طبقا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
فبعد أن كان وباء الحمى منتشر في 9 دول في عام 1970، أصبح حالياً موجود في مائة دولة، فقد اكتشفت مؤخراً حالة في كل من فرنسا وفلوريدا وتكساس في أمريكا رغم اختفائه منذ أكثر من نصف قرن، وفقاً لما نشرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وأوشك الباحثون في معامل "سانوفي" الفرنسية على الانتهاء من التجارب الإكلينيكية الأخيرة للقاح الجديد الذي ظل العمل فيه قرابة 20 عاماً، وفي حالة نجاحه نهائياً فسوف تطرح أول جرعاته التجارية في نهاية عام 2015.
وقد أنفقت الشركة الفرنسية قرابة 1.3 مليار يورو لإنتاج هذا اللقاح الجديد، والتي سوف تصل عائداتها إلى مليار يورو سنوياً.
وكانت قيمة مبيعات معامل "سانوفي" قد بلغت 32.9 مليار يورو خلال عام 2013 منها 3.7 مليار يورو في مجال اللقاحات.
كما كان كريستوف فيهباشر مدير معامل "سانوفي" قد أعلن منذ توليه الإدارة في 2009 أنه سوف يستثمر مبلغاً قدره 300 مليون يورو من أجل إقامة مصنع مخصص لإنتاج لقاح ضد "حمى الدنج"، وهو يعد أكبر استثمار صناعي للشركة الفرنسية وخاصة بالنسبة للقاح بعد التجارب الفاشلة التي أجريت في تايلاند وبريطانيا.
فقد جربت "سانوفي" حظها من خلال مصنعها الذي أقامته بالقرب من مدينة ليون الفرنسية، ومنذ ذلك الوقت وهى تكثف من تجاربها الإكلينيكية في 2010 على آلاف المرضى من الأطفال والشباب في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، حيث إن الوباء يختلف من دولة إلى أخرى، لذلك كانوا في حاجة إلى عدد أكبر من المرضى لاختبار اللقاح عليهم، حيث إن كل مريض يحتاج إلى ثلاث حقن بفارق ستة أشهر بين كل واحدة، ثم بعد 24 شهراً.
ونشرت نتائج هذه التجارب في 2012 في مجلة "دولانسيت" أشهر المجلات الطبية، والتي كشفت أن اللقاح أعطى مناعة ضد ثلاث من أربع طبقات من أساس المرض، مما يدعى أول تجربة عالمية في نجاح هذا اللقاح، حيث إن الفيروس نشط ومعقد ويتحور، مما أثبت مدى التحدى الذي وصل إليه المعمل الفرنسي.
وما زال المعمل يوسع من تجاربه حتى أن آخر النتائج كانت في شهر يوليو الماضى، وظهرت فاعليته في أربعة أنواع من الفيروس بنسبة 75% والنوع الثالث والرابع بنسبة 50% للنوع الأول و35% للنوع الثاني، وفي تجربة أجريت في آسيا كانت نسبة فاعلية اللقاح 56% وتخفيض ثلثي المرض في المستشفيات من جراء هذا المرض.
وعلى الرغم من فاعلية اللقاح المتوسطة إلا أن تأثيره مهم بالنسبة للصحة العامة، أما بالنسبة لتحديد سعره فتقدر إجمالي تكاليف علاج هذه الحمى القاتلة بحوالي 12 مليار دولار، أى 9 مليارات يورو، وفي نهاية الأمر يقدر المحللون أن يتفوق سعره عن سعر لقاح الأنفلونزا الذي يتراوح ما بين 10 إلى 15 دولاراً.