أوضحت دراسة أمريكية أن تلوث الهواء ليس فقط يؤدي لتغيير المناخ الإقليمي في أجزاء معينة من العالم، ولكن أيضاً يعد عامل خطر صحياً كبيراً، فالملوثات الكربونية السوداء من دخان الخشب يمكن أن تزيد فرص أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء. وأظهرت الدراسة أن الصين على وجه التحديد لديها معدلات مرتفعة من تلوث الهواء التي تتجاوز المبادئ التوجيهية للصحة، حيث تسهم الانبعاثات الصناعية والسيارات والاستخدام المنزلي من الكتلة الحيوية وفحم الوقود تساهم في الجسيمات المفرطة بالغلاف الجوي هناك، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وتشير البيانات إلى أن ما يقرب من 50 % من المنازل في الصين تستخدم الكتلة الحيوية والفحم الوقود لأغراض الطهى والتدفئة اليومية. وعكف البروفيسور بومجارتنر على دراسة آثار الملوثات الكربونية السوداء على النساء خلال عملية الطبخ مع مواقد الخشب التقليدية عن طريق قياس التعرض اليومي للملوثات الهواء بين 280 سيدة يقيمن بمقاطعة "يوننان" الريفية في الصين. وأوضح الباحثون أن النمو الاقتصادي غير المسبوق في الصين يتغذى على زيادات ضخمة في التلوث الصناعي والسيارات، حيث لا يزال هناك 700 منزل ف الصين يطهو على مواقد تشعل بوقود الحطب والفحم. وعلى الرغم من موضع الحكومة الصينية أهدافاً جديدة لنوعية الهواء، إلا أن الباحثين أرادوا تحديد مصادر التلوث التي تؤثر على صحة الإنسان للمساعدة في إثراء جهود المكافحة. وفي محاولة لتحليل هذه المصادر، قام الباحثون بأخذ عينات من الهواء التي جمعت الجسيمات الصغيرة، والتي تم ربطها إلى آثار صحية ضارة، بالإضافة إلى قياس مستوى ضغط الدم بين مجموعة من السيدات، ومعدلات تناولهن للملح، والنشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ومدى قرب إقامتهن من الطرق السريعة. وتوصل الباحثون إلى أن التعرض لملوثات الكربون الأسود كان لها أكبر الأثر على المرأة في ارتفاع ضغط الدم، أحد أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب. ووجد الفريق أيضاً أن النساء اللاتي عشن بالقرب من الطرق السريعة واللاتي تعرضن للدخان وانبعاثات المرور كان ضغط الدم الذي كان ثلاث مرات أعلى من أولئك الذين يعيشون بعيداً عن الطرق السريعة.