76 عنصراً ساماً يطلقها الفحم فى الهواء

كيف يلوث الفحم البيئة؟ وما تأثيره الضار على الصحة؟.. سؤال تجيب عنه دراسة أعدتها راجية الجرزاوى، الباحثة فى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والتى تقول إن حرق الفحم يسبب انبعاث نحو 76 عنصرا ساما فى الهواء تنقسم إلى غازات وجسيمات دقيقة ومعادن ثقيلة وملوثات عضوية دائمة، ويتبقى بعد احتراقه مخلفات تحمل العديد من السموم والمواد الضارة بالبيئة وصحة الأفراد المحيطين بها.
وتنقسم الانبعاثات الغازية إلى أكسيد النيتروجين، وأكسيد الكبريت، والأوزون، وثانى أكسيد الكربون.
ويؤدى ارتفاع تركيز أكسيد النيتروجين إلى تهيج والتهاب أنسجة الرئتين والجهاز التنفسى بالإضافة إلى مساهمته فى تكوين الأمطار الحمضية.
ويعتبر حرق الفحم أكبر مصادر انبعاث أكسيد الكبريت، وهو يساهم فى تكوين الأمطار الحمضية التى تضر بالزراعة والنباتات وتؤثر على الأحياء المائية، كما تؤدى زيادة تركيز الغاز إلى التهاب الجهاز التنفسى.
ويؤثر التعرض للأوزون سلبا على وظائف الجهاز التنفسى وينعكس تأثيره بشدة على الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية المزمنة.
ويعد الفحم أكثر أنواع الوقود إنتاجا لغاز ثانى أكسيد الكربون، ويتجه العالم إلى تخفيض معدلات إنتاج ثانى أكسيد الكربون الحالى حيث يعد من أهم الغازات المتسببة فى ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغير المناخى، كما أنه يضاعف التأثير الضار لملوثات الهواء.
أما انبعاثات الجسيمات الدقيقة التى تنتج عن حرق الفحم، فتتكون بالحرق أو جراء تفاعلات أكسيد النيتروجين والكبريت.
وتعد الجسيمات الدقيقة الأكثر خطورة على الصحة، ويؤدى استنشاقها إلى إصابة الجهاز التنفسى بالتهاب القصيبات الهوائية، ومرض السدة الرئوية المزمنة، وسرطان الرئة، وهو أشد أنواع السرطان فتكا بصحة الإنسان.
كما تتسبب الجسيمات الدقيقة فى التهاب أنسجة القلب والأوعية الدموية وتجلط الدم، والذى يؤدى إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو جلطة القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، وترتفع حالات الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 12% لكل 10 ميكروجرام زيادة فى تركيز الجسيمات الدقيقة.
ويمتد تأثير تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة إلى الجهاز العصبى، حيث تتأثر الأوعية الدموية للمخ بنفس الطريقة التى تتأثر بها أوعية القلب.
وتعانى مصر بالفعل تلوثا شديدا للهواء بسبب الجسيمات الدقيقة خصوصا فى المدن الكبرى، وتعتبر القاهرة ضمن أسوأ 10 مدن فى العالم من حيث نوعية الهواء، وثانى أسوأ مدينة من حيث التلوث بالجسيمات الدقيقة عام 2010.
أما انبعاث المعادن الثقيلة فهى تعد من أخطر العناصر التى تنتج عن حرق الفحم، خصوصا الزئبق والرصاص والزرنيخ.
يعتبر حرق الفحم أكبر مصدر لانبعاثات الزئبق فى الجو، ويدخل جسم الإنسان عن طريق تناول الأسماك الملوثة، حيث يترسب فى المياه، ويؤثر على الجهاز العصبى مباشرة.
ويؤثر الرصاص بشكل خاص على نمو المخ عند الأطفال، ويتسبب فى 600 ألف حالة من الإعاقة العقلية كل سنة، كما يؤثر على وظائف الكلى وعلى تكوين الخلايا الحمراء ويؤدى إلى فقر الدم والأنيميا.
وتشير دراسات لتأثير الفحم على الصحة إلى أن محطة الكهرباء التى تولد طاقة قدرها 500 ميجا وات تصدر انبعاثا بقدر 3.7 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، 100 ألف طن من أكسيد الكبريت، 10 آلاف طن من أكسيد النيتروجين، 500 طن من الجسيمات الدقيقة، إضافة إلى 170 طنا من الزئبق، و200 طن من الزرنيخ و100 طن من الرصاص.
وينتج عن حرق الفحم كميات كبيرة من المخلفات الصلبة الطينية والسائلة، تتكون من الرماد المتطاير وبقايا تجهيز الفحم ورواسب المداخن، وعادة ما تخزن فى مدافن أو مكبات النفايات.
وتقدر دراسة بعنوان مخلفات حرق الفحم من النفايات، عام 2012، أن مصنعا متوسطا لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم ينتج عنه 125 ألف طن من الرماد وحوالى 190 ألف طن من الرواسب كل سنة، وتحتوى المخلفات على كميات متفاوتة من عناصر سامة متعددة، مثل الزرنيخ والثاليوم والكوبالت والبورون والأنتيمونى والمولبديوم والكادميوم والسلينيوم والرصاص.
ويعد الزرنيخ من أخطر أنواع العناصر السامة التى تتسرب إلى البيئة من المخلفات الصلبة، ويصنف ضمن القائمة الأولى المسببة للسرطان، ويسبب شرب مياه ملوثة بالزرنيخ سرطان الجلد والمثانة والرئة.