رشحت مجموعة النيل العربية ثلاثة روايات للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، وهم روايات "حق اللاعودة" للروائى مراد ماهر ، و"طوفان اللوتس" للكاتبة وفاء شهاب الدين، و"سيرة العريان" للكاتب عبدالجواد خفاجى. " حق اللاعودة "عمل أدبي مميز يحرر فيها مراد ماهر القيد عن أبطالها ليقبلوا جبين الوطن ثم يهجروه، وتتجسد على صفحاتها واقع الوطن على هيئة فانتازيا أقرب للواقعية من الحقيقة . و فى "طوفان اللوتس" نقرأ عالما روائياً يتشكل من خلال لغة روائية تعتمد على البوح المحمل بقدر كبير من الشاعرية، ومشاعر الأنثى "بطلة الرواية" التى قاست لوعة الحرمان والوحدة وقسوة الواقع وتجبُّره، لتنساب اللغة الروائية متدفقة نحو رسم ملامح الشخصية وعالمها النفسي، ومعاناتها، تمنياتها، تذكاراتها، أحلامها، رؤاها التى تجسد مشاعرها. البطلة "الساردة" معنية منذ البداية برسم ملكوتها الخاص ووصف مشاعرها، مستسلمة لتداعياتها خلف عالم الرجال، تتداعى الشخصية عبر بوحها بين الممكن والمستحيل بين الأمل والرجاء فى مقابل اليأس، بين الحياة الواقع، والحياة الحلم، لتبدأ الشخصية لحظتها الروائية المحاصرة بالوحدة واليأس إلا أنها تضطر لخوض تجربة أخرى موازية وفاضحة لواقعها الذى يقف خلف معاناتها، ومن ثم تفر إلى الماضى البعيد لتنقل ملامح الواقع البليد اللا إنسانى بغرض كشف وفضحه. أما رواية "سيرة العريان" -وهي الرواية الخامسة للناقد الروائي عبدالجواد خفاجي - فهى سيرة الإنسان المصري صاحب الحق الأصيل في الحياة بهذا الوطن، الذي جرده نظام مبارك من هذا الحق، ليتحول الوطن إلى سجن كبير، والمواطن إلى شبح لإنسان كان، يموت بحلمه المؤود في صدره معذباً، محروماً من كل مطالب الحياة البيلوجية والمعنوية والروحية. والعريان هو اسم بطل الرواية الذي بَخِل عليه المجتمع بداية من الاسم، ويلقي بدلالته على الواقع الشحيح الذي يضن على الإنسان بما يستره، والاسم يتفق مع آليات السرد التي تسعي إلى كشف الشخصية بحيث تظل دائما عارية عما يسترها أمام القارئ ، لتنكشف كل جوانبها الثقافية والاجتماعية والنفسية والرؤيوية ليس جرياً وراء الطابع المفضوح للواقع، وليس لتقابل الرواية عرياً بعري، ولكنها تسعي إلى اكتشاف الجوهر الذي كان الواقع أعمى عن إدراكه، فإذا كان المجتمع قد جرد الشخصية من كل ما يسترها فالرواية تكشفها لتكشف عن نقائها وجوهرها، وكأنها تتعاطف معها بشكل ضمني، لنقدمها كنموذج إنساني ثري بالإنسانية والطموح والوعي والأصالة والانتماء في واقع ضنين أعمى بلا إنسانية.