في بدايات حبي للرسم وقت الطفولة كان يلفت انتباهي الرسومات التى كانت في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة " للقدير عادل امام الموجودة قبل كل فصل او مشهد من فصول المسرحية . ومن اهم اسباب عشقى لهذه المسرحية هي تلك الرسومات . وعندما كبرت عرفت انه مصطفى حسين من رسمها وبدأت اتابع اعماله ولم اكن اتخيل يوما انى ساحدث هذا العملاق ابدا تمر السنين وفي بدايات رمضان الماضي صباحا ومابين الانتباه والنوم جائتنى رنى على هاتفى المحمول ولا يوجد رقم لكن مكتوب private number وبدون تركيز رديت .. الو مين ؟؟ جاء الرد صوت جهوري ايوه يا اسلام انا مصطفى حسين .. من وقع المفاجأة الغير متوقعة مابقتش عارف هو انا لسه نايم ولا صحيت واحاول اجمع هو بجد مصطفى حسين اللى بيكلمني وافكار سريعة لكذا ثانية . بعدها وجدته يقول شغلك هايل وجميل وكنت بحاول افهم اللى بيدور للحظات ولقيته بيقولي فيه حاجات في كتاب اليوم انا مش قادر اكملها ورشحتك عشان ترسمها .. اول حاجة جاءت في بالي بعقلية الاطفال ان الرجل الذى ابهرني في رسومات مشاهد شاهد ماشافش حاجة وبعدها لسنين طويلة من متابعة اعماله عايزني اكمل شغل .. لكن لم اختارنى ؟ لا انس ضحكته عندما قلت له مكالمة حضرتك مفاجآة كبيرة جدا وكلامك شهادة اعتز بيها وكان يدور في عقلي الف حاجة هل مصطفى حسين فعلا شاف شغلي وهل تابع ليا حاجات مرسومة وكان الانطباع انه عادة يعني حسب التعود احنا اللى بنتفرج على شغل مصطفى حسين مش مصطفى حسين اللى يشوف شغلنا ورغم اني رسمت اشياء في صفحة حاول تبتسم بعد الثورة مباشرة في 2011 في جريدة الاخبار على سبيل الهواية وقابلته مرتين وقال لي على ملاحظات في رسوماتي وقتها كان من ضمنها "متخافش من الالوان" لاني كنت بميل للالوان الترابية اكتر وبعدين انقطعت عن مراسلة صفحة "حاول تبتسم " . ولك اكن اتوقع بعدها بثلاثة سنوات انه يكون لسه فاكر او يتابع رسوماتي خصوصا وان الكاريكاتير الخاص بي غير مطبوع .. انتهت المكالمة ولا تزال التساؤلات تدور في عقلي وكان من بينها سؤال مهم أو إحساس قوي : هل المكالمة دي ممكن تكون مكالمة وداع من انسان احبه منذ الطفولة واتابعه بشغف كبير لسنين طويلة ؟؟ كان الاحساس للاسف فعلا صادق وبعد اقل من شهرين ودعنا الفنان مصطفى حسين .. اريد ان اقول ان مصطفى حسين قيمة فنية كبيرة نختلف معه كثيرا لكن لا نختلف على فنه وفي رأيي انه وضع مصر على خريطة الكاريكاتير العالمى . كنت محظوظا ان شاهدت بعض الاصول لاعماله المرسومة بالاكواريل وعرفت لاي درجة الجورنال الورقي بيقلل كتير من جودة وجمال الرسومات الاصلية .. اسأل الله ان يتغمد الفنان مصطفى حسين بواسع رحمته .. ** شاعر ورسام كاريكاتير مصرى