كمال الإسلامبولي : القاضي يحكم بالأوراق والدة هند ورشا : المستشار زكريا عبد العزيز حكم علي أبنتي أحمد عبد العزيز : الناس تكوّن عن الشخصيات العامة صورا ذهنية لا تمت للحقيقة بصلة قضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار زكريا عبد العزيز، يوم الأربعاء الماضي، بالسجن المؤبد ل3 سيدات من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، لاتهامهن باستعراض القوة وحيازة أسلحة نارية في أحداث العنف التي شهدتها منطقة حدائق القبة عقب أحداث رمسيس في أغسطس الماضي. وقد آثار الحكم الذي أصدره المستشار زكريا عبد العزيز جدلا واسعا بين مؤيدي الحكم ومعارضي السلطة الحالية خاصة وأن المستشار عبد العزيز كان رئيسا لنادي القضاة الذي قاد ثورة القضاة في أوج قوة نظام حسني مبارك . وكان عبد العزيز قد أحيل في مارس الماضي إلى مجلس تأديب القضاة بقرار من قاضي التحقيق، بتهمة الإساءة للقضاء المصري والظهور الإعلامي مخالفاً قرارات المجلس الأعلى للقضاء، إلا أن مجلس التأديب برّأ عبد العزيز من هذه التهم وأوقف الدعوى التأديبية. ويُعتبر الحكم ضد سيدات جماعة "الإخوان" هو الأول الذي يصدر من أحد القضاة الذين طالما عُرفوا باستقلالهم وانتمائهم لمعسكر القوى الوطنية، فضلاً عن وقوفه مراراً في مواجهة تيار القضاء المؤيد للدولة العميقة في النظام المصري الذي يمثله رئيس نادي القضاة الحالي، أحمد الزند. كما كان المستشار زكريا عبد العزيز أحد المرشحين بقوة لتولي منصب النائب العام قبل وبعد الإطاحة بالنائب العام السابق عبد المجيد محمود، بموجب الإعلان الدستوري الصادر عن الرئيس محمد مرسي، في 21 نوفمبر 2012. وقد أثار هذا الحكم الكثيرين وشككوا في أن القاضي هو بالفعل قاضي زعيم الاستقلال القضائي، المستشار زكريا عبد العزيز، وخاصة علي شبكات التواصل الاجتماعي ، حتي خرجت والدة المتهمتين هند ورشا «منير» وأكدت أنه هو القاضي الذي حكم على بناتها . ترصد شبكة الإعلام العربية «محيط » الآراء المتباينة حول القضية وأراء خبراء القانون حولها وأراء أنصار الرئيس المعزول وفيما يلي التفاصيل : سند قانوني يقول المستشار كمال الإسلامبولي ، رئيس محكمة استئناف القاهرة السابق والمحامي بالنقض :"أنه لا داعي للاستغراب بين هؤلاء المستنكرين والمستغربين للحكم ؛وذلك لان هذا الحكم له سنده القانوني كما أن نصوصه القانونية وضعت حد أدنى وحد أقصى للعقوبة وما بينها هو تقدير للقضاء يختلف من محكمة إلى محكمة حسب السلطة التقديرية لها، في إطار الحد الأدنى والأقصى للقانون فالقضية هي قضية سلاح وذخيرة وخرق حظر تجول، وبنات متهمات بترويع الناس، وهذا هو ما تقره المحكمة وتعترف به." ويتابع :"يجب أن نفصل بين الانتماءات السياسية والحكم القضائي وبالتالي الفصل بين المستشار زكريا عبد العزيز الإنسان القاضي و زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة الذي قاد ثورة القضاة في أوج قوة نظام حسني مبارك." واستنكر الإسلامبولي هذا الاستغراب قائلا:" لو فرض جدلا أ ن حكم المستشار زكريا عبد العزيز بالبراءة على هؤلاء السيدات اللاتي يقال أنهن ينتمين لجماعة الإخوان لأستنكره البعض أيضا ،ولو أن قاضي آخر غير المستشار زكريا عبد العزيز قد حكم في هذه القضية لما كان هناك أي اندهاش أو استنكار." كما أوضح المستشار الإسلامبولي سبب هذا الاستنكار من مؤيدي المعزول قائلا :"إن الاستنكار الواضح من أنصار الرئيس المعزول مرسي سببه أن هؤلاء لم يفهموا أن المستشار زكريا عبد العزيز كقاضي يحكم على أساس أوراق القضية التي قدمت له ,وليس بناء على الانتماءات التنظيمية ،كما أنهم لم يفصلوا ما بين زكريا عبد العزيز القاضي وزكريا عبد العزيز الإنسان الذي يعبر عن غضبه من الفساد في الميدان." لا اندهاش على الإطلاق وعلى الجانب الآخر فقد كشف أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي السابق للرئيس المعزول في تصريحات خاصة لشبكة الأعلام العربية «محيط» عن حقيقة لقائه بالمستشار زكريا عبد العزيز قائلا :"قبل عشرين عاما تقريبا عندما كنت أعمل في مركز الدراسات السياسية بإسلام آباد القسم العربي، قرأت حوارا مطولا للشيخ راشد الغنوشي أجراه معه ونشره في كتاب الكاتب الصحفي قصي صالح الدرويش الذي كان يعمل وقتذاك في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية." وتابع :"لم أعد أتذكر من هذا الكتاب سوى هذه الجملة البليغة العميقة التي جاءت على لسان الشيخ الغنوشي عندما تكلم عن انطباعاته عن المفكرين الذين التقاهم :(كل من قابلتهم كانوا أقل مما كتبوا إلا مالك بن نبي .. كان أكبر مما كتب.) وأكد :"أن الناس تكوّن عن الشخصيات العامة صورا ذهنية ربما لا تمت للحقيقة بصلة، نظرا لأن هذه الشخصيات تظهر في الإعلام والمناسبات بصورة لا تعكس غالبا طبيعتها ولا سجاياها الحقيقية". وقد علق عبد العزيز على الحكم بالسجن المؤبد و الذي أصدره المستشار زكريا عبد العزيز على ثلاث سيدات ينتمين لجماعة الإخوان المسلمين قائلا :"قد أصاب الكثيرين خيبة أمل في المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة السابق، صاحب حكم المؤبد الشائن الذي أصدره بحق ثلاث فتيات مناهضات للانقلاب في مصر، إحداهن مصابة بشلل كامل." وتابع : "أما هذا الرجل، فقد جمعني به لقاء في وسط القاهرة عندما تشكل وفد وساطة كان هو أحد أعضائه لاحتواء الأزمة التي نشأت ذات ليلة ليلاء بين الثوار ووزارة الداخلية أيام حكم المجلس العسكري." واستطرد عبد العزيز قائلا :"استمعت في هذا اللقاء إلى الرجل لأول مرة بشكل مباشر ، فوجدتني أمام شخصية جوفاء غاية في التفاهة و (المعيلة)، هلفوت من هؤلاء الهلافيت الذين استطاعوا أن يسوقوا أنفسهم لدى الشعب المخدوع دائما متحصنا بصفته القضائية وتفاهماته السرية مع الداخلية والنظام ..لا اندهاش على الإطلاق من هذا الحكم ."