توالت المفاوضات الرامية لدمج الإخوان فى المشهد السياسى الجديد الذى تشكل بعد 30 يونيو، ولكن جميع هذه المفاوضات باءت بالفشل الذريع لإصرار كل طرف على التمسك بشروطه التي يراها الطرف الآخر بالمستحيلة والتي لا يمكن تحقيقها . كان من بين تلك الشروط - أو لنقل على رأسها - عودة الرئيس المعزول الأمر الذي عرقل محاولات التفاوض قبل بدئها وجاء بعدها قرار الحكومة بفض الأعتصام بعد إقرار معظم القوى السياسية بمشروعية خارطة الطريق وسيرها فى مسارها الصحيح مؤكدين أنه لارجعة إلى الوراء. الجولة الأولي كانت الجولة الأولي من المفاوضات فى منتصف شهر رمضان حيث جرت مفاوضات بين القيادة السياسية وجماعة الإخوان تمت برعاية الاتحاد الأوروبى وقطر والولاياتالمتحدةالأمريكية، وجرت اجتماعات مكثفة بين أعضاء من مجلس شورى جماعة الإخوان وقيادتها المحسوبين على التيار الإصلاحى وأبرزهم عصام العريان وجمال حشمت، ومن جانب آخر عدد من القيادات المحسوبة على التيار القطبي وأبرزهم يحي حامد و أسامة ياسين. هذه الجولة من المفاوضات كادت أن تنجح، حيث تم التوصل لتفاهمات بشأن إجراء تعديلات وزارية تشمل تولى عدد من قيادات الإخوان حقائب وزارية، بالإضافة لمناصب من المحافظين والإفراج كذلك عن قيادات الجماعة التى كانت رهن الحبس الاحتياطى وقتها، وقالت مصادر مطلعة وقتها أن هذه المفاوضات تعثرت بسبب تعنت قيادات التيار القطبى، بالإضافة إلى تعنت خيرت الشاطر نفسه أثناء الزيارة التى أجراها عدد من الوسطاء الأجانب له فى محبسه. كما رأي عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن خيرت الشاطر كان يراهن آنذاك على تدخل أجنبي قوى يعيد مرسى إلى السلطة مرة أخرى. الجولة الثانية ولاقت الجولة الثانية من المفاوضات المصير نفسه ،حيث تمت في العشر الأواخر من رمضان برعاية الشيخ "محمد حسان" وعدد من قيادات حزب النور لكن – بحسب مصادر أكدت وقها أن أي من الطرفين لم يستجيب لها بالشكل الكافى، كما تعرض وقتها "حسان" لمزايدات وصلت إلى درجة الطعن فيه وسبه داخل الاعتصام بهدف إفشال المفاوضات. كواليس اللقاء كان عددًا من القيادات الإسلامية بينهم الدكتور عبد الله شاكر والشيخ محمد حسان، توسطوا لدى التحالف الوطني لدعم الشرعية لوقف الاشتباك السياسي وحقن دماء المسلمين في اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، وحضر الشيخ حسان يوم 23 رمضان من السعودية واجتمع بقيادات التحالف من الساعة الثانية ظهرًا حتى السادسة مساء. وأوضح أن الاجتماع أسفر عن 3 مطالب رئيسية وهي عدم فض الاعتصامات بالقوة، ووقف الهجوم الإعلامي بين الطرفين تمهيدًا للمصالحة، ووقف جميع القضايا والتهم الموجهة ضد قيادات التحالف وأعضائه. وأشار إلى أنه بعد يومين التقينا قيادات بالجيش في حضور المشير عبد الفتاح السيسي واللواء محمد العصار، وبعض أعضاء المجلس العسكري، ووافقوا على المطالب على أن تبدأ التهدئة في قنوات الإعلام مقابل وقف الهجوم على الجيش في منصة رابعة العدوية، وفتح الطريق لعدم تعطيل مصالح المواطنين، وأنه لن يتم فض الاعتصام. و في اليوم التالي صرح وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بأنه لن يتم فض الاعتصام بالقوة كنوع من بث الاطمئنان وبث روح جديدة في المفاوضات، وأكد حسان حينها أنه تم لقاء الستة شخصيات من التحالف الوطني الذين شاركوا في الجولة الأولى للمفاوضات، ولكن فوجئنا بهم يتنصلون من الاتفاقات معهم ونقضوا عهودهم، وأخبروهم بأنهم يجهزون 100 ألف شهيد لاستعادة السلطة. وفي تلك الفترة كانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ينشطون في ملف المصالحة والضغط على السلطة الجديدة في الدولة، و بعد انتهاء اللقاء اتصل اللواء العصار بالشيخ حسان حسب الاتفاق الذي تم، وقال له: "ماذا فعلتم يا شيخ حسان"؟! فكان رده كلمة واحدة فقط: "إنا لله وإنا إليه راجعون". مفاوضات النور شارك حزب النور السلفي في العديد من المفاوضات التي جرت بين النظام و أنصار الرئيس المعزول، كما أكد الحزب على لسان عدد من قياداتة ك" يونس مخيون رئيس الحزب ، باسم الزرقاء نائب رئيس الحزب" وفي عدد من البيانات التي صدرت عنه أن فض الاعتصام بالقوة لن يحل الأزمة بل سيزيدها تعقيداً ، مشيراً أن الأزمات السياسية لا تحل بالمنطق الأمني ولكن عن طريق نزع فتيل الأزمة و طريق الحوار، كما أنه لابد من استنزاف جميع طرق المصالحة الوطنية قبل فض الأعتصام. كما قدم الحزب وقتها رؤية لعدد من قيادات الإخوان حول تفكيك الاعتصام جزئيا لكن الجماعة لم تستجب وهو الأمر الذى أدى إلى فشل المفاوضات وفض الاعتصام بالقوة. اقرأ فى الملف " ذكرى فض رابعة .. من سيدفع الثمن ؟" * ما الذي جنته جماعة الإخوان من الاعتصام ؟ * عام على فض اعتصامي رابعة والنهضة .. والموقف الدولي لم يتغير * شهود عيان يكشفون ل«محيط» عن أسرار جديدة لفض الاعتصام * سياسيون : فض الاعتصام حقق هدفه.. وآخرون: قضا على المعارضة * خبراء : فض رابعة لم يحقق أهدافه والذكرى تزيد المشهد تعقيدا * تقارير "تقصي الحقائق" وثيقة إدانة للنظام أم شهادة حق لصالحه * قصة اعتصام ميدان رابعة وشهادة حية من قلب الميدان ** بداية الملف