يعتزم المجلس العسكري الحاكم في تايلاند استئناف المباحثات مع المجموعات الإسلامية التي تطالب بحكم ذاتي جنوب البلاد، والتي علقت العام الماضي، عقب الأزمة السياسة. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أوضح الأمين العام لمجلس الأمن القومي، ثاويل بليانسري، في تصريح بالعاصمة بانكوك، أن اللقاء مع الانفصاليين سيجري قبل نهاية الشهر الجاري، في مسعى للتوصل إلى توافق حول مطالبهم. وقلل الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، ماثيو ويلر من احتمالات نجاح هذه المبادرة، "نظرا لتوجهات الجيش التايلندي بسوق البلاد نحو المركزية الشديدة". وبدعوى "انتهاك وحدة تراب البلاد" مازال الجيش يواصل رفضه لدعوات "الاستقلال الذاتي"، والتي كانت محور المباحثات التي استغرقت 9 أشهر بين بعض المجموعات والحكومة التايلندية السابقة. وكان الجيش فى تايلاند قد استولى على السلطة في (22) آيار/مايو الماضي، بعد احتجاجات استمرت أشهر، وأدت إلى تقويض حكومة رئيسة الوزراء، "ينجلوك شيناواترا"، وإجبار الوزارات على الإغلاق لأسابيع، واضطرابات تسببت في انكماش الاقتصاد. من جهته دعا المحلل السياسي، رنغراوي تشالرمسريبينيورات، المتخصص في شؤون الجماعات الإنفصالية جنوب البلاد، التايلانديين إلى أخذ العبر من دول المنطقة، مشيرا أن "استمرار سياسات التهميش والقمع التي انتهجها الجيش على مدى السنوات العشر الأخيرة قد تفضي إلى فشل المباحثات". وكانت حركات مقاومة عدة قد برزت عقب سيطرة الجيش على المدارس الإسلامية جنوب البلاد عام 1960، ومن أبرزها الجبهة الوطنية لتحرير فطاني، فيما شاركت في مباحثات العام الماضي عدة مجموعات مماثلة، من أبرزها المنظمة المتحدة لتحرير فطاني، والحركة الإسلامية الفطانية. وضمت تايلاند، التي كانت تدعى "سيام" حتى 11 أيار/مايو 1949، مملكة فطاني عام 1909، بعد عقد اتفاق مع بريطانيا، التي كانت تحتل ماليزيا، آنذاك، يقضي بإعطاء ماليزيا ثلاث ولايات من أراضي "فطاني"، وضم الولايات الأربعة الأخرى إلى "تايلند" بشكل رسمي، الأمر الذي أنهى كل المعالم السياسية والجغرافية للمملكة، التي يقطنها شعب الملايو المسلم. ومنذ ذلك اليوم، عملت الحكومة التايلاندية، على تهجير العديد من البوذيين، إلى "فطاني" لتخفيف عدد المسلمين، ومنحتهم حق الاستيطان فيها، وعزلتها عن العالم الخارجي، ومنعت الصحافة العالمية من نشر قضيتهم ، ونشرت المعابد البوذية فيها، وسعت لطمس هويتهم الاسلامية، من خلال فرض التعليم باللغة التايلندية بدلا من لغتهم، التي تكتب بالأحرف العربية، إضافة إلى تخريب العديد من المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم.