القاهرة، عاصمة أم الدنيا، المدينة العامرة بالمناطق التاريخية والآثار المهمة التي تُجسّد ثراء المدينة، ليس فقط كعاصمة للعالم الإسلامي، بل أيضاً بصفتها من روائع التجارب الإنسانية العمرانية على مر التاريخ . تم ضم المدينة التاريخية بالقاهرة القديمة إلى قائمة التراث العالمي في العام 1979، وذلك اقراراًً بأهميتها التاريخية والأثرية والعمرانية المُطلقة، فعن القاهرة وتاريخها وآثارها ومشاريع حماية هذا التراث، كان لشبكة الإعلام العربية «محيط» هذا الحوار مع الدكتورة ريهام عرام، مدير وحدة حماية التراث بمحافظة القاهرة. ما هو دور وحدة حماية التراث بمحافظة القاهرة ؟ القاهرة عاصمة حضارية، ومشاريع وحدة حماية التراث تعمل على تسهيل الحياة على المواطن، وتأهيل المناطق الأثرية لاستقبال السائحين، فنحن أولويتنا المواطن المصري وفقاً للخطة الموضوعة لتطوير الأحياء التراثية والمبانى العمرانية، وحماية المناطق التراثية من التدمير الممنهج للتراث، والتصدي لانتشار البناء بطريقة عشوائية، والتعدي على آثار القاهرة . وماهى الخطة والمشاريع المطروحة لتتطوير وتأهيل المناطق التاريخية ؟ نحن نعمل على رفع كفاءة بعض المناطق التاريخية وإعادة تأهيلها لخدمة المواطن، بالإضافة إلى العمل على تأهيلها لاستقبال السائحين، فتم تصنيف المواقع للمناطق المحورية التالية " من الجنوب إلى الشمال" منطقة الفسطاط، وفيها جامع عمرو بن العاص الذي أُسس في عام 641 وقلعة قصر الشمع الرومانية، وحصن بابليون بكنائسه القبطية، وأطلال وحفائر مدينة الفسطاط . ب- جامع أحمد بن طولون الذي أُسس في عام 876، والمنطقة المحيطة بمنطقة الصليبة والكبش، وفيها عدد من الآثار المملوكية الكبرى. ج - منطقة القلعة والقصور المملوكية المحيطة بها، وجامع السلطان 1359، ومنطقة الدرب الأحمر بما فيها من شوارع تاريخية مثل سوق السلاح وخط التبانة التي تحفها آثار مملوكية وعثمانية. د- القاهرة الفاطمية، من باب زويلة إلى السور الشمالي وفيه أبواب المدينة (باب الفتوح، وباب النصر) وتشتمل المنطقة على العديد من الآثار الأيوبية والمملوكية على المحور الرئيسي للمدينة . ه - منطقة الجبانات، من الفسطاط إلى الأطراف الشمالية للقاهرة الفاطمية، بما في ذلك عدد كبير من الأضرحة والمقابر من مختلف الحقب التاريخية . وما هي نوع الدراسات التى تقومون بها لتقييم المشروع بكل منطقة ؟ بيانات إحصائية معنية بالظروف الاجتماعية والاقتصادية بالحي، وتقييم المكونات المكانية لبيئة العيش، وشمل التقييم الجوانب الخاصة بالتراث والنسيج العمراني وتوزيع الأنشطة ومشكلات حركة المرور والبنية التحتية، السوق العمرانية السياحة والإسكان والعمل. ودراسة أثر البيئة المبنية، مع إظهار أن الفقر والبطالة والأمّية من الأسباب المؤدية لوضع الموقع الحرج. وما هي المشاريع التي انتهيتم منها ؟ انتهينا من حي الفسطاط بالتعاون مع وزارة السياحة، وشارع الجمالية بالتعاون مع وزارة الآثار، ومنطقة مجمع الأديان وعين الصيرة، فقد عملنا على رفع كفاءة تلك المناطق من أعمال رصف للشوارع، إلى وضع حواجز أمنية، إلى إزالة إشغالات الطريق ورفع كفاءة البنية التحية، وهناك مناطق تحت الدراسة مثل حي السيدة عائشة والسيدة زينب . هل توجد برامج توعية بقيمة الآثار لأهالي المناطق الأثرية ؟ بالفعل نقوم بإقامة ورش عمل لأهالي وسكان المناطق التاريخية وذلك لتنمية ثقافة المحافظة على التراث بالمناطق التاريخية، وذلك لسكان درب الحصر بالخليفة، وسبيل حسن أفندي خلف مسجد أحمد بن طولون، وذلك لزيادة توعيتهم بأهمية المناطق التي يسكنون بها وأهمية الحفاظ عليها، كما نظمنا رحلات بدعم كامل ل1500 طالب تحت عنوان "يوم في العاصمة" لزيادة الوعي بالآثار . وما هي أسباب اتجاهكم لتنظيم مبادرات شبابية ؟ لقد اهتممنا بحضور الشباب إلى تلك الورش لأن الشباب عنصر فعال ومتحمس لخدمة البلد فهو يسهل مهمتنا في التطوير بالإضافة إلى أهمية تعريف الشباب بالتراث الحضارى والعمراني بالقاهرة فالشباب قوة وطاقة مؤثرة . هل نسطيع القول بأنكم ابتعدتم عن القالب الأكاديمي إلى الواقع العملي ؟ لا نستطيع الابتعاد عن المحاضرات الأكاديمية فهي تقوم بدور أساسي وهو التوعية، فلا يمكن التخلي عنها إو إنكار أهميتها، ونحن أضفنا لها المشاركة الجماهيرية والاقتراب من الشارع . ما هي المدة المحددة الخاصة بانتهاء المشروع ؟ المشاريع التي نعمل عليها ضخمة وتحتاج إلى ميزانية كبيرة فكلما زادات قل الوقت وتم الانجاز فيها .