100 عام علي الحرب العالمية الأولي كانت نتائجها الشتات والفرقة بين الدول العربية بعد أن كانت كيانا واحدا ممثلا في الخلافة العثمانية، وأعيت جسدها بمرض اسمه "إسرائيل" لم ينفع أى دواء في مساعدتها على الخلاص منه، وظل الدم العربي ينزف في كل أطرافه، وشفي البعض منه، ولكن "المرض" كان قد تمكن من فلسطين الجزء الغالي من وطننا العربي اغتصبته بعد أن قتلت وحرقت وشردت شعبه. وخلفت الحرب خسائر مادية وبشرية كبيرة تكبدتها أوروبا وقدر عدد القتلى بحوالي 8 ملايين نسمة والجرحى 20 مليونا، كما خلفت خلل في التركيبة السكانية للدول وانتشار الفقر والأمراض، ولكن استطاعت الدول الأوروبية أن تلملم نفسها من جديد وتخطو خطي جديدة ثابتة نحو التقدم المشهود لها الآن. تقسيم الوطن العربي وبروز نجم أمريكا ولم تكن الحرب التي أشعلتها الدول الأوروبية فيما بينها تلقي بظلالها علي أوروبا فقط، بل أثرت علي العالم بأجمعه وخاصة الشرق الأوسط والدول العربية بالتحديد، وساهمت بشكل كبير علي القضاء علي الدولة العثمانية، وتفكيك وحدة الدول التي كانت تحت سيطرتها وكانت اتفاقية سايكس بيكو سببا لولادة نظام الدول المشرقية. وكانت الحرب العالمية الأولى سببا في صعود دول جديدة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي امتلكت نصف الرصيد العالمي من الذهب وارتفعت قيمة الدولار وبذلك بدأت هيمنة أمريكا علي العالم الرأسمالي، واليابان أيضا التي طورت صناعاتها في أسواق جنوب شرق آسيا. وتبقي من الحرب الديكتاتورية وتفشي الفاشية في ايطاليا والنازية في المانيا وصعود الاتحاد السوفيتي وتكون التكتلات الكبرى التي تحكمت في العالم كما تعتبر نهاية الحرب الأولي هي بداية للحرب العالمية الثانية. ذهبت الحرب وظلت إسرائيل ومن أبرز ما تبقي من أثار الحرب وجود الكيان الصهيوني إسرائيل داخل وطننا العربي لدورها الكبير الذي لعبته في توطين اليهود في فلسطين مع ظهور وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وكان ذلك السبب الرئيسي في الاحتلال الصهيوني لفلسطين. ابتكارات الحرب وبجانب ما خلفته الحرب العالمية الأولي من دمار وضحايا بالملايين وانقسام في العالم تم اختراع أشياء نعتمد عليها في وقتنا الحالي وبشكل أساسي من اهم هذه الابتكارات. الشاي الباكيت ابتكر أحد تجار الشاي الأمريكيين فكرة جديدة للتسهيل والتيسير علي محبي تناول الشاي خلال الحرب وهي وضعه في أكياس صغيرة وتوضع عليه الماء الساخن مباشرة ليجهز الشاي أسهل وأسرع وبعدها اشتغلت شركة ألمانية الفكرة، وأنتجت منتج أطلقت عليه اسم "قنابل الشاي" وهي منتشرة حتى الآن الشاي "الباكيت". معدن لا يصدأ وخلال الحرب تعرض الجيش البريطاني لمشكلة كبيرة عندما واجههم صدأ الأجزاء المعدنية للبنادق وتعرضها للتلف والانحناءات بعد إطلاق النار مما جعل المهندس البريطاني "هاري بريرلي" يخترع معدن مضاف عليه الكروم والفولاذ كان قد بدأ فيه عام 1913 وعزف عن استكمال الفكرة ولكن بعد فترة اكتشف ان المعادن التي ترها في معمله لم تتعرض للصدأ. السوستة ومنذ القرن التاسع عشر وكان العالم يستخدم المشبك لغلق الملابس حتي توصل السويدي الأصل الأمريكي الجنسية "جيديونصندباك" إلي ابتكار السوستة وكان الجنود في الحرب الأولى يستخدمونها لغلق ملابسهم وأحذيتهم، وبعدها أصبحت متاحة للناس وحتي الآن. ساعات اليد وقبل الحرب العالمية الأولي كانت تستخدم الساعات للرجال والسيدات ويضعونها في جيوبهم، ولكن مع بداية الحرب أصبح للوقت أهمية كبري خاصة بالنسبة لجنود المدفعية والمشاة حيث تبدأ هجماتهم بالتزامن فيما بينهم حتي لا يتعرض أحجهن لأذي ومن هذا تم صناعة ساعة اليد لسهولة حملها وحرية اليدين واستمر استخدامها حتي الآن. التوقيت الصيفي ولجأت ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولي إلى تقديم الوقت بمقدار ساعة في 30 ابريل 1916، وذلك لتجعل النهر أطول لتقلل اعتماد المواطنين علي الفحم بعد أن واجهت نقصا في مخزون الفحم، وبالرغم من أن ألمانيا ألغت تطبيق هذا النظام بعد الحرب إلا هناك بعض الدول مازالت تطبقه وخاصة مصر. التواصل بين الطيارين ولم يتمكن الطيارون من التواصل مع بعضهم أو مع احد علي الأرض، وكان المسئولون عن حركة الطيران يعتمدون علي الإشارة والصوت لتسهيل عملية الإقلاع والهبوط وكانت موجات الراديو التي تستخدم في وسائل الاتصال تم اكتشافها فعليا ولكن كانت تحتاج إلى بعض التطور لتسهيل استخدامها في الاتصالات العسكرية خلال الحرب الأولي، وفي عام 1916 أصبح استخدام جهاز اللاسلكي للتواصل بين الطيارين ومن علي الأرض. علاج مرض الكساح ونتيجة للحرب أصيب نصف أطفال مدينة برلين الألمانية بمرض " كساح الأطفال" بسبب نقص فيتامين (د)، نتيجة للفقر الذي انتشر أثناء الحرب فحرص "كورت ايلدسشينسكي" علي البحث عن علاج لهذا المرض ولاحظ أن المصابين بهذا المرض لونهم شاحب ومع تجربة وضع أربع مرضي أمام مصابيح زئبق والكوارتز التي تطلق أشعة فوق بنفسجية اكتشف أن العظام تصبح اقوي بعد التعرض للضوء. وبعدها اكتشف الباحثون أن الأشعة فوق البنفسجية تساهم في إطلاق تفاعل يسمح لفيتامين (د) لبناء العظام باستخدام الكالسيوم.