لم تُحقق إسرائيل أيا من أهداف حربها على قطاع غزة، المستمرة لليوم التاسع والعشرين على التوالي ولم تستطع أنّ تُكبد المقاومة أي خسائر تُذكر، وفق ما يرى محللون سياسيون فلسطينيون. وتعرضت إسرائيل في قطاع غزة ل"هزيمة من أربعة طوابق"، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي "عدنان أبو عامر"، في حديث لوكالة الأناضول. ويُضيف أبو عامر، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، في حديث لوكالة الأناضول إنّ الصحافة الإسرائيلية باتت تستخدم مصطلح "هزيمة الأربعة طوابق"، في إشارة إلى الهزيمة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستخباراتية. وأضاف:" لا شيء من أهداف إسرائيل التي أعلنت عنها ونفذت لأجلها الحرب على قطاع غزة، تحقق، فهناك إخفاق غير مسبوق للجيش الإسرائيلي، الذي لم يتكبد طيلة حروبه ومواجهاته السابقة هذا الكم من الإخفاق والفشل". وأكد أبو عامر، أن إسرائيل لم تنجح سوى في قتل الأطفال والنساء، وهدم البيوت على رؤوس ساكينها. واستدرك:" المقاومة قتلت العشرات من جنود النخبة، وحتى هدم الأنفاق التي قال الجيش إنه يسعى لتدميرها، خرجت المقاومة في غزة وتحديدا كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس من ذات أعين الأنفاق التي يتم استهدافها". ونفذت المقاومة عمليات نوعية، قامت بتصويرها وتوثيقها، ما شكّل صفعة للجيش الذي يتغنّى بأنه لا يُقهر، كما يقول أبو عامر. وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، تسببت بمقتل أكثر من 1600 فلسطيني من بينهم 400 طفل، و200 امرأة، وإصابة نحو عشرة آلاف آخرين. ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 64 عسكريا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب 400 آخرون، ومعظمهم بحالات "هلع"، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 161 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر "مخيمر أبو سعدة" أن إسرائيل لم تُحقق أيا من أهداف حربها على قطاع غزة، ولم تتخيل سيناريو قوة المقاومة، والإيقاع بعشرات القتلى في صفوف جنودها. وأضاف أبو سعدة في حديث لوكالة الأناضول، إنّ صمود المقاومة، وتكبيدها للجيش الإسرائيلي الخسائر، واستهداف نخبة الضباط والجنود، وتواصل إطلاق الصواريخ على كافة المدن الإسرائيلية، جعل من الأهداف الإسرائيلية على الحرب مجرد "حبر على ورق". وتابع:" إسرائيل تتحدث عن بنك من الأهداف ضد حركة حماس، أين هذه الأهداف، هي لم تستهدف سوى الأطفال والنساء، وقتلت أكثر من 1700 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وواصلت المقاومة عملياتها العسكرية النوعية، ولم يستطع الجيش الإسرائيلي أن يتوغل إلى داخل القطاع، وكلفه التواجد على حدود القطاع، مقتل العشرات من نخبة الجنود". ويرى أبو سعدة أن إسرائيل لم تحقق ما تبتغيه من قوة الردع، التي كانت تتباهى طيلة السنوات الماضية، بتنفيذها بحق الفلسطينيين. واستدرك بالقول:" قوة الردع هي ما تتغنى به إسرائيل، ومنذ نشأتها وحتى اليوم تتباهي بهذه القوة، اليوم المقاومة في غزة غيرت هذه المعادلة، وهزمت النظريات العسكرية الإسرائيلية". ووفق أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، فإن العملية العسكرية على قطاع غزة تتلخص في تدمير الأنفاق، ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. ووفق تصريحات أدرعي فإن حركة حماس أعدت للمعركة مع إسرائيل "بشكل كبير، سواء كان ذلك على صعيد الصواريخ، أو الأنفاق أو المواجهة العسكرية المباشرة". ويقول مصطفى إبراهيم المحلل السياسي، والكاتب في بعض الصحف الفلسطينية المحلية، إن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها المتمثلة بتدمير الأنفاق، والقضاء على الصواريخ، أو حتى استهداف قادة حركة حماس السياسيين والعسكريين. وأضاف في حديث :" ما فعلته هو استهداف المدنيين، وارتكاب المجازر بحق الأطفال، وتدمير المستشفيات والمدارس، ولقد فشلت إسرائيل، وباتت كل المدن الإسرائيلية مكشوفة أمام ضربات المقاومة الفلسطينية". وأكد إبراهيم، أن المقاومة في قطاع غزة، أثبتت أنها قادرة على حشر إسرائيل في الزاوية، وتكبيدها الخسائر المكلفة، التي جعلت الحكومة الإسرائيلية تعترف بأنها تلقت ضربات موجعة.