أجمع خبراء فلسطنيين في الشأن الإسرائيلي على أن ما يحدث من تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة، ليس مقدمة لحرب إسرائيلية جديدة على القطاع، مستبعدين المواجهة الشاملة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في المرحلة الحالية. وزادت هواجس الفلسطينيين من شن إسرائيل حرباً على قطاع غزة، في ظل التصعيد الإسرائيلي الذي تشهده المنطقة، خاصة بعد اشتباك عناصر من كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة حماس مع قوة إسرائيلية على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، الأمر الذي أدى لاستشهاد أربعة فلسطنين وإصابة خمسة جنود إسرائيليين. ويرى عدنان أبو عامر، المحلل الفلسطيني للشأن الإسرائيلي، أن ما يجري بين إسرائيل وحركة "حماس" هو "عملية تحرش جانبية لن ترتقي لعمليات كبيرة، مبرراً قوله بأنه "لا نية ولا جدية لدى حركة "حماس" ولا لدى إسرائيل لحرب قادمة حتى نهاية العام لأن كلاً له حساباته الداخلية والإقليمية". ويضيف أبو عامر ل"أنباء موسكو": إسرائيل تعتبر أن الحرب على غزة حرب داخلية وليست إقليمية ويمكن تأجيلها لأي وقت تريده، والوقت حالياً غير مناسب لإسرائيل فحركة "حماس" تعيش أزمة مالية داخلية طاحنة وإسرائيل لديها حسابات أخرى مثل إيرانوسوريا وسيناء وغيرها. ويعتقد أن ما يجري هي حالة من الفعل ورد الفعل وتحرشات لمحاولة قياس ردة الفعل لدى الجانبين للوصول إلى مرحلة قد تتوسع فيها العمليات بين "حماس" وإسرائيل، مستقبلاً وليس في الفترة القريبة. ويتفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة هاني البسوس مع تحليلات أبو عامر، ويظن أن من الصعب الحديث عن مواجهة شاملة بين "حماس" وإسرائيل، لكن يمكن أن يكون هناك تصعيد محدود. وتابع في حديث ل"أنباء موسكو": "كل المؤشرات في المؤسسات السياسية والأمنية لا تدل على وجود نية لحرب، وإنما تصعيد محدود قد يحدث لمدة ساعات، في حال قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المواقع والبلدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن فلسطين تعيش أزمة عامة مالية وسياسية وليست "حماس" وحدها كما أن إسرائيل ليست بحاجة لدخول في مواجهة موسعة مع حركة "حماس" في الوقت الراهن. ونشط الفلسطينيون منذ أيام على صفحات التواصل الاجتماعي، وبدأوا برصد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، واعتقد كثير منهم أن حرباً قادمة على قطاع غزة. وكتب الناشط الفلسطيني خالد صافي على صفحته على موقع "فيس بوك" يتساءلك "هل سربت إسرائيل موعد الحرب على غزة؟"، راصداً في تساؤله الكثير من التصريحات التي اعتبر أنها تشير إلى موعد محدد ستشن إسرائيل خلاله الحرب القادمة. بينما يعتبر أحمد المدهون أن الاشتباك الذي حدث شرق مدينة خانيونس هو "تكرار لسيناريو حرب 2012، وخانيونس تتصدر المشهد في قصف متبادل"، بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. لكن صالح النعامي الخبير في الشأن الإسرائيلي يرى أنه لا مصلحة لإسرائيل بتصعيد الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة، وعلى الرغم مما يحدث لأن غزة أفضل الخيارات السيئة وأي حملة على غزة ستصرف الأنظار عما يجري في سوريا. وبين ل "أنباء موسكو" أن هناك أكثر من بؤرة تحد لإسرائيل مثل سورياوإيران، وغزة لا تشكل أولوية لدى إسرائيل لأنها لن تحقق هدفها الاستراتيجي، ويقول: "لو فرضنا إن إسرائيل ستنفذ عمليات كبيرة في غزة فإنها لن تكون إلا إذا حصلت عملية قتل لجنود أو مستوطنين إسرائيليين من قبل الفصائل الفلسطينية". من جهته اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حركة "حماس" بخرق تفاهمات التهدئة التي أبرمت العام الماضي، من خلال تنفيذها عمليات ذات طابع هجومي داخل الأراضي الإسرائيلية عبر إنشاء أنفاق هجومية. وحمل حركة "حماس" المسيطرة في قطاع غزة مسؤولية ما يجري في المنطقة، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمله لإزالة التهديدات على الإسرائيليين والجيش. وتحدثت تقارير إسرائيلية عن تعزيز حركة "حماس" قدرتها استعداداً للنزاع المقبل مع إسرائيل حيث تنتج صواريخ قصيرة المدى من طراز أم – 75 بوتيرة سريعة.