بشكل مختلف فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة تناول برنامج " The Heat" الذي يذاع على قناة " CCTV News" الصينية دور وسائل الإعلام الإجتماعي فى تغيير نظرة العالم لما يحدث فى قطاع غزة من انقسام بين حركة حماس من جهة وبين الجانب الإسرائيلي من جهة أخرى. وفيه قال "جشوا هانتمان" إسرائيلي الجنسية عمل فى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وخدم فى الجيش أن إسرائيل لم تريد هذا الصراع أن يتطور أو تتصاعد الأحداث إلى هذا الحد، وهذا ما أكد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتنياهو أكثر من مرة، ولكن حماس استمرت فى التصعيد وإطلاق الصواريخ على الأراضى الإسرائيلية، وقامت برفض مبادرة وقف إطلاق النار المصرية الأولي التى تقدمت بها مصر و دعمتها الجامعة العربية والمجتمع الدولي وإسرائيل على حد قوله. وقال هانتمان الذي حل ضيفا فى استديو البرنامج أن حماس أطلقت أكثر من 2500 صاروخ وقذيفة على إسرائيل فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وتستخدم المدنيين كدروع بشرية من خلال إطلاقهم للصواريخ على إسرائيل من المساجد والمستشفيات، وهو ما اعترف به من قبل أحد قادة حماس فى عام 2008. وزعم هانتمان على حد قوله "ان حماس منظمة وحشية إرهابية تقوم بقتل النساء والشواذ جنسيا ولا تعطى أى حقوق للمسيحيين فى القطاع، وتقوم بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وقامت باستبعاد ممثلى حركة فتح من الحماس وقتل ما تبقى من كوادر فتح فى القطاع، وهى الهدف الوحيد من الحرب الإسرائيلية على القطاع" وعلى الجانب الفلسطينى قالت "ديانا بوتو" المستشار السابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس والمتحدث السابق باسم منظمة التحرير الفلسطينية أن إسرائيل تقوم دائما بخرق وقف إطلاق النار وهذا هو ما حدث بعد وقف إطلاق النار فى عام 2012، مبينة ان إسرائيل ما زالت تواصل قصفها البربري لقطاع غزة، والقصف لا يفرق ما بين المدنيين والعسكريين حيث أن 80% من القتلى هم من المدنيين. وأشارت بوتو أن حماس لا تستخدم المدنيين كدروع بشرية كما يشيع الإسرائيليون، وهو الأمر الذى أكد عدم صحته كل من الصحفيين وموظفى الأممالمتحدة، مؤكدة ان إسرائيل تقوم بلوم الضحية أو القتيل على قتلها له، بدلا من لوم نفسها. وقالت أن ما تقوم به إسرائيل، وما تدل عليه تصرفاتها؛ هو تعبير لنيتها فة تدمير البنية التحتية للفلسطينيين فى قطاع غزة، وهو شىء قامت به من قبل تماما كقيامها بجرائم حربعلى مدار عشرات العقود. ونفت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذى اشار أن اسرائيل تقوم بهدم الأنفاق لئلا تستخدمها حماس فى نقل الصواريخ والأسلحة للقطاع، مبينة أن الأنفاق هى محاولة من جانب القطاع للتعامل مع الحصار الوحشي الذي يعيشه سكان القطاع يوميا، والأنفاق لا قيمة لها إن تم كسر الحصار. وأكدت ديانا بوتو المستشار السابق للرئيس الفلسطيني أن إسرائيل قامت فعلا بإنهاء وجودها فى قطاع غزة فى عام 2005 ولكنها ظلت تتحكم فيه من خلال الحصار الوحشي التى قامت به منذ ذلك الحين، مبينة أنه لا أمان لكلا الطرفين إذا لم يتم منح القطاع حريته. ومن وجهة نظر عربية أخرى أوضح "محمد ناناباي" محرر سابق فى موقع قناة "الجزيرة" الانجليزية على الانترنت " أن ما يحدث من أحداث تصعيدية فى غزة الآن هو ما أدى لتفاعل مستخدمى وسائل الإعلام الإجتماعي معها بهذا القدر النشط، كما ان سهولة استخدام هذه المواقع وإمكانية اللجوء إليها من الهواتف الخلوية سهلت أكثر من عملية تبادل الأخبار والمعلومات والمستجدات والصور. وتكلم ناناباي عن دور الإعلام فى تلقى الرأي العام العالمي لمعلومات تساند وجهة النظر التى تتبعها السياسة الإعلامية للقناة أو للمصدر الناقل لهذه المعلومات ضاربا المثل فى هذا بكل من تغطية قناة ال"سي ان ان" لحرب الخليج الأولي وتغطية "الجزيرة" لحرب الخليج الثانية. مضيفا أن وسائل العلام الجديدة كالفيسبوك والتويتر فردية و تعرض وجهة النظر ووجهة النظر الأخري. وقال أيضا بيتر كراولي مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشئون العامة عن دور وسائيل الإعلام الاجتماعي في إدارة أي صراع أنه فى بعض الأحيان قد تؤدي وسائل الإعلام الإجتماعي إلى عدم حل المشكلة من خلال ظهور وجهات نظر غير مستحب وجودها. وأشار أن كل من الطرفين اللذين يتقاتلان فى قطاع غزة الآن لن يستفيدا من الصراع، ووسائل الإعلام لن تفيد كلا من الطرفين على الأرض كما فعلت مع متظاهرى ثورة 25 يناير فى مصر، والتى استخدم فيها المتظاهرون مواقع التواصل الإجتماعي للتجمع وإجبار الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك على الإنصياع ومغادرة الحكم. وأضاف كراولي أن حماس تريد كسر الحصار على قطاع غزة، وإسرائيل تريد وقف إطلاق الصواريخ من القطاع، وكل من الطرفين يضع هذا الهدف كوجهة من وراء سياسته الإعلامية. ويتوقع أن يسفر هذا فى النهاية عن وقف لإطلاق النار من كل من الطرفين.