فرض الزكاة وصلاة العيد والأمر بالجهاد في مثل هذا اليوم من عام 2ه فُرضت زكاة الفطر، وفرضت الزكاة ذات الأنصبة وشُرعت صلاة العيد، وفي نفس الشهر كان الأمر بالجهاد. والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، و أحد أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها، يُقاتَلُ مانعها ويكفر جاحدها، وقد فرضت في العام الثاني من الهجرة، ولقد وردت في القرآن في مواطن مختلفة منها : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين). وتعد الزكاة من أروع النظم الاقتصادية لصلاح المجتمع فهي تُصلح أحوال المجتمع ماديًا ومعنويًا فيصبح جسدًا واحدًا، وتطهر النفوس من الشح والبخل، وهي صمام أمان في النظام الاقتصادي الإسلامي ومدعاة لاستقراره واستمراره، وهي عبادة مالية، وهي أيضا سبب لنيل رحمة الله تعالى, قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة). كما فرض الله عز وجل زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة، في رمضان، قبل العيد بيومين حتى تكون تطهيرا للصائم من اللغو والرفث، فهي تجبر الصوم كما يجبر سجود السهو الزيادة والنقصان في الصلاة وحتى تكون طعمة للمساكين وفرحا لهم في ذلك اليوم، وتجب على كل مسلم ومن يعول من المسلمين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس للصلاة". كما كانت في هذه الليلة من هذا الشهر المعظم بدء مشروعية صلاة العيد، وأمر الله عز وجل لرسوله بالقتال (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). بناء مدينة القيروان في مثل هذا اليوم من عام 48ه الموافق 9 نوفمبر 668م أمر عقبة بن نافع ببناءِ مدينة القيروان لتكون حصنًا منيعًا للمسلمين ضد اعتداءات الروم والصليبيين. وتعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، وهي المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب والتي يعد إنشاءها بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي. تقع القيروان في تونس على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، والقيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب.