محيط/ زينب مكي: في الوقت الذي تؤكد فيه الصين أن معوناتها الاقتصادية للقارة السمراء والتي لا تتبعها أي شروط سياسية ما هي إلا مساعدة متبادلة بين صديقين أشار تقرير اقتصادي إلى وجود اهتمام متنامي من جانب الصين بالقارة الأفريقية كأحد مصادر النفط والطاقة التي يمكن الاعتماد عليها. وبعد أن تمكنت الصين من التقدم على اليابان في الترتيب لتصبح ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط بعد الولاياتالمتحدة قد أصبحت الآن تستهلك نحو 66% من صادرات السودان النفطية وكذلك 25% من صادرات النفط في أنجولا. وقد عملت الصين في ضوء ذلك علي تقديم القروض والمنح للدول الأفريقية المنتجة للنفط دون التمسك بالشروط الموضوعة من جانب الدول الغربية المانحة. ويشير تقرير لصحيفة "زي ستاتس مان" الهندية إلي أن هناك حاليا أكثر من 700 شركة صينية لها أنشطة في أفريقيا في الوقت الذي عملت فيه الحكومة الصينية على إسقاط أكثر من 1.5 مليار دولار من الديون المستحقة. واضاف التقرير ان الدور الصيني المتنامي بشكل سريع في القارة الأفريقية قد أثار إلى حد كبير حفيظة الدول الغربية خاصة وأن الدول المتلقية للمساعدات قد أدركت بصورة واضحة حجم الشروط المقرونة دائما بمساعدات الغرب التي يتضمن الجانب الاقتصادي منها مسألة تبني برامج إصلاح الأسواق ومكافحة الفساد. ويشير التقرير إلى ان الصين لم تكن المسئول عن أعباء الديون التي أصبحت تثقل كاهل القارة الأفريقية كما أنها لم تمنح القروض على أساس التزام الدول بخصخصة القطاعات الموفرة للاحتياجات الأساسية . وتطرق التقرير إلى السودان كمثال عن تنامي الدور الصيني في افريقيا حيث أن الصين التي تمكنت من التقدم على اليابان في الترتيب لتصبح ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط بعد الولاياتالمتحدة قد أصبحت الآن تستهلك نحو 66% من صادرات الصين النفطية ولدي السودان الآن احتياطات مؤكدة من النفط تبلغ نحو 600 مليون برميل مع وجود مناطق متوقع توافر المزيد من الاحتياجات البترولية لديها مثل دارفور. وكان مسئول حكومي صيني قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن هناك شعور بالارتياح قد أبداه سكان المخيمات في دارفور للمساعدات المقدمة من الصين في بناء السدود وتوفير المعدات اللازمة لضخ المياه. وحسب تقرير أوردته الإذاعة الصين الدولية، فإن حجم التبادل التجاري لأفريقيا مع الصين ازداد من 11 مليار دولار في عام 2000 إلى 56 مليار دولار في 2006. وتجدر الإشارة إلى أنه وحتى نهاية عام 2005، بلغ عدد الدول الأفريقية التي تستثمر فيها الشركات الصينية 48 دولة، وبالرغم من ذلك فإن الاستثمارات المباشرة للصين في افريقيا تحتل 3% فقط من إجمالي استثماراتها الخارجية المباشرة. وفيما يتعلق بتطور العلاقات التجارية بين الصين والقارة الأفريقية أشار التقرير إلى ان حجم التجارة بين الجانبين قد تضاعف خلال عامي 2003 و 2004 ليصل إلى 18.5 مليار دولار وفي عام 2005 تضاعف مرة أخري إلى نحو 35 مليون دولار. وقد جاءت معظم الزيادة في حجم التجارة من خلل واردات النفط الصينية، حيث تصدر أنجولا حاليا نحو 25% من نفطها إلى الصين. وحول تطور المساعدات الصينية المقدمة لأفريقيا ،قد وصلت المساعدات العام الماضي لأكثر من 2.7 مليار دولار مقارنة بالمساعدات المسجلة منذ نحو 10 سنوات والتى كان تقل عن 100 مليون دولار. فيما بلغت قيمة التجارة الخارجية بين الصين وأفريقيا خلال العام الماضي 55.5 مليار دولار بزيادة قدرها 30% عن عام 2005. وكان من بين هذا الرقم صادرات من أفريقيا للصين قيمتها 28.8 مليار دولار وهو ما يعكس ارتفاعا قدره 37%عن العام السابق وصادرات من الصين لأفريقيا قيمتها 26.7 مليار دولار بزيادة نسبتها 43 %.