بدأ الرئيس الصينى " هو جين تاو " اليوم الأربعاء ثانى جولة أفريقية يقوم بها خلال عام لتعزيز العلاقات مع قارة تمتلك الكثير من احتياطيات النفط والسلع التى يحتاجها العملاق الأسيوى لتعزيز اقتصاده وقد جاءت زيارته الاولى فى النصف الاول من العام الماضى. ووصل " هو " إلى الكاميرون فى وقت متأخر أمس الثلاثاء وهى المرة الأولى التى يقوم فيها رئيس صينى بزيارة لهذه الدولة الواقعة فى وسط أفريقيا ، ومن المقرر أن يلتقى بالرئيس الكاميرونى " بول بيا " صباح اليوم الأربعاء لإجراء محادثات . والكاميرون هى أول محطة فى جولة تشمل ثمانى دول يزور خلالها الرئيس الصينى ليبيريا والسودان وناميبيا وجنوب أفريقيا وسيشل وزامبيا وموزمبيق . وقال السفير الصينى لدى الكاميرون " وانج سيفا " أن " هو " يرافقه وزير التجارة " بو شيلاى " ووزير الخارجية " لى تشاو شينج " إلى جانب آخرين من أن صانعى السياسة يهدفون إلى رفع صداقتنا الثنائية وعلاقات التعاون بيننا إلى مستوى جيد . وأضاف " وانج " فى مقابلة نُشرت أمس فى صحيفة " كاميرون تريبيون " إننى واثق من أن الزيارة ستسفر عن ثمار وفيرة فى علاقاتنا الثنائية ، ومن المقرر أن يوقع الرئيسان سلسلة من اتفاقيات التعاون لم تنشر تفاصيلها بعد. وأسفرت زيارات سابقة لأفريقيا قام بها " هو " ومسئولون صينيون آخرون عن إسقاط ديون وتعهدات ببناء مستشفيات واستادات رياضية وصفقات تجارية تتعلق بإمدادات من النفط والمواد الخام للاقتصاد الصينى الذى يتنامى بسرعة . وبعد لقائه مع " بيا " من المقرر أن يقوم " هو " بزيارة لمستشفى تبنيه الصين فى العاصمة ياوندى . وتضاعفت تجارة الصين مع الكاميرون التى تمتلك احتياطيات من النفط والبوكسيت وخام الحديد إلى 338 مليون دولار فى الأشهر الإحدى عشر الأولى من عام 2006 . وفى قمة خاصة بالصين وأفريقيا عُقدت فى بكين فى نوفمبر قدم " هو " خمسة مليارات دولار فى صورة قروض واعتمادات لأفريقيا وتعهد بمضاعفة المساعدات حرصاً على إظهار أن علاقات الصين مع أفريقيا تتجاوز التعطش لاحتياطياتها من النفط والمواد الخام . وقفزت التجارة بين الصين وأفريقيا بنسبة 40 % إلى 55.5 مليار دولار عام 2006 ، فيما مال الميزان التجارى لصالح أفريقيا بمقدار 2.1 مليار دولار وذلك وفقاً لبيانات من وزارة التجارة الصينية نشرتها وكالة الصين الجديدة للأنباء " شينخوا " هذا الأسبوع . ويزور " هو " خلال جولته السودان حيث قتلت الحرب الأهلية فى إقليم دارفور بغرب البلاد ما يقدر بنحو 200 ألف شخص وأجبرت 2.5 مليون على النزوح عن ديارهم فى أعمال عنف تصفها واشنطن بالإبادة الجماعية فيما قاومت الصين العقوبات وأشكال الضغط الأخرى على السودان الذى تشترى منه النفط الخام قائلة أن هذا لن يفيد فى حل الصراع فى دارفور . والجدير بالذكر أن رئيس مجلس الدولة الصينى " ون جيا باو " قام فى الفترة ما بين 17 و 24 من شهر يونيو 2006 بزيارة رسمية لسبع دول أفريقية هى مصر وغانا والكونغو " برازفيل " وأنجولا وجنوب أفريقيا وتنزانيا وأوغندا تم خلالها تعزيز العلاقات والتعاون وتحقيق التنمية المشتركة ، وقد كانت هذه الجولة تعتبر بدء عصر جديد من العلاقات بين الصين والقارة الأفريقية . ومن الجدير بالذكر ايضا أن حجم التعاملات الاقتصادية والتبادلات التجارية بين الصين والدول الأفريقية فى عام 1965 كانت قد قدرت بحوالى 12 مليون دولار أمريكى وقفزت إلى القمة فى عام 2005 ، حيث وصلت إلى 39 ملياراً وسبعمائة مليون دولار أمريكى بزيادة أكثر من 3000 ضعف على مدى الخمسين سنة الماضية ، أما منتدى التعاون الصينى الأفريقى الذى تم إنشاؤه عام 2000 فقد أصبح أداة هامة وآلية فعالة لإجراء الحوار الجماعى وتحقيق التعاون الواقعى ودفع تطور العلاقات بين الجانبين .