يبدا الرئيس الصيني هو جين تاو أحدث محاولة لخطب ود القارة الافريقية السوداء بالمساعدات والاستثمارات وسافر يوم الثلاثاء في جولة تشمل ثماني دول تتضمن زيارة مثيرة للجدل للسودان. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة شينخوا عن ليو جيان تشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية قوله ان جولة هو هي خطوة دبلوماسية كبيرة أخرى تجاه أفريقيا بعد القمة الافريقية التي عقدت في العاصمة الصينية بكين في نوفمبر . وأظهرت الصين في تلك القمة انها توسع بسرعة نطاق روابطها مع افريقيا ولا تقصرها على النفط والمعادن اللذين تعتمد بكين عليهما لدفع اقتصادها المزدهر. ومن المنتظر ان تبعث جولة هو بنفس الرسالة. وخلال القمة عرض الرئيس الصيني على أفريقيا خمسة مليارات دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية بالاضافة الى مضاعفة المساعدات. ويوم الاثنين تحركت الصين لتنفيذ هذه الوعود وأعلنت انها ستقرض الدول الافريقية ثلاثة مليارات دولار على شكل تسهيلات ائتمانية تفضيلية وقروض ميسرة خلال ثلاث سنوات كما ستضاعف المساعدات والقروض المقدمة بلا فوائد خلال نفس الفترة. وأوضح الاعلان الصيني ان عرض بكين يجيء دون اي من الشروط السياسية التي تطالب بها عادة الدول الغربية والتي تغضب عددا كبيرا من الزعماء الافارقة. وتعرضت الصين لانتقادات من جانب جماعات مساعدات غربية تقول ان بكين تشجع الفساد وفساد الحكم حين تقدم المساعدات والقروض والاستثمارات دون محاسبة. وذكرت شينخوا يوم الاثنين نقلا عن احصاءات وزارة التجارة الصينية انه في عام 2006 وصل حجم التجارة بين الصين وافريقيا 55.5 مليار دولار بزيادة 40 في المئة عن عام 2005 . وقالت ان حجم الاستثمار الصيني في القارة بلغ 6.6 مليار دولار. وسيرافق الرئيس الصيني في جولته الافريقية وزير التجارة بو شيلاي ووزير الخارجية لي تشاو شينج وعدد اخر من المسؤولين. لكن من المتوقع ان تتعرض جولة هو للنقد والتي تشمل الكاميرون والسودان وناميبيا وجنوب افريقيا وجزر سيشل وليبيريا وزامبيا وموزمبيق. ويحذر بعض المحللين والمستشارين الافارقة من ان الدول الافريقية الفقيرة قد تخسر في نهاية المطاف من توسيع نطاق تجارتها مع الصين اذا لم تدرس جيدا الاتفاقات وتحمي قطاعها الصناعي الضعيف من اغراق اسواقها بالمنتجات الصينية الرخيصة. ومنذ العام الماضي تعرضت بكين لحوادث خطف عمالها في قطاع النفط في نيجيريا وهناك الان تسعة رهائن كما تعرضت سياستها للهجوم في انتخابات زامبيا كما انتقدت صادرتها من المنسوجات لجنوب افريقيا لانها تضر بفرص العمل. ويزور هو يومي الثاني والثالث من فبراير شباط السودان وتقول الحكومات الغربية ومنظمات غربية مدافعة عن حقوق الانسان ان احجام بكين عن الدخول في مواجهة مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير يضر بالجهود الدولية لحل أزمة اقليم دارفور في غرب السودان. ودعت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) التي تتخذ من نيويورك مقرا لها الرئيس الصيني للضغط على البشير ليقبل بنشر قوات للامم المتحدة في دارفور. وقالت في رسالة مفتوحة موجهة الى هو امس الاثنين "يمكن للصين ان تثبت دعمها للسلام والامن الاقليمي بان تدعو علنا الى وضع حد للسياسات المتعسفة المحلية والخارجية." وأعلنت الصين انها لن تدعم قوات الاممالمتحدة في دارفور الا اذا وافق السودان على وجودها. ومن غير المنتظر ان يغير هو من موقفه هذا خلال هذه الزيارة. وقال تشاي جون مساعد وزير الخارجية الصيني عن مشكلة دارفور الاسبوع الماضي "اللجوء الى الضغوط وفرض العقوبات ليس عمليا ولن يساعد في حل القضية."