تأتي زيارة الرئيس الصيني هوجين تاو يوم 19 يناير الحالي إلي الولاياتالمتحدة بينما تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توترا بشأن سياسة الصين المالية إلي جانب الملفين النوويين الايراني والكوري الشمالي. إلا ان البيت الابيض حرص علي ان يشدد علي الآفاق الايجابية للقاء بين أقوي رئيسين في العالم. وقالت الرئاسة الامريكية إن "زيارة الرئيس هو ستؤكد أهمية توسيع التعاون بين الولاياتالمتحدة والصين حول المسائل الثنائية والاقليمية والدولية"، وان زيارة الرئيس الصيني ستتيح أيضا التشديد علي أهمية "الصداقة بين مواطني بلدينا". واوضحت ان الرئيس باراك أوباما "ينتظر بفارغ الصبر استقبال الرئيس هو في واشنطن لمواصلة بناء شراكة تخدم مصالحنا المشتركة وترد علي القلق الذي نتقاسمه". وعلي الرغم من النزاعات والخلافات فان العلاقات التجارية بين الصين والولاياتالمتحدة التي تخضع لتدقيق شديد أحرزت تقدما كبيرا مع مضي الوقت، وأفرز تحسن التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية وضعا نافعا للجانبين . وتوثيقا للتعاون بين الدولتين يقوم الرئيس الصيني هو جينتاو بزيارة إلي الولاياتالمتحدةالامريكية 19 يناير الجاري وسط توتر في العلاقات بين الدولتين الكبيرتين. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) نقلا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوي أن الصين والولاياتالمتحدة علي اتصال وثيق استعدادا لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الصيني هوجين تاو للولايات المتحدة الشهر الحالي. وأضافت أن زيارة الرئيس هو جين تاو ستكون حدثا رئيسيا بالنسبة للعلاقات الصينية - الأمريكية في العهد الجديد وتأمل الصين في ان تدفع هذه الزيارة العلاقات الإيجابية والتعاونية والشاملة بين الصين والولاياتالمتحدة قدما. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها انه منذ أن توطدت العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة والصين، وعلي الصعيدين الاقتصادي والتجاري، تجاوز حجم التبادل التجاري سقف الأربعمائة مليار دولار أمريكي في نهاية العام الماضي ، لتحافظ الدولتان علي وضعهما كثاني أكبر شريك تجاري للأخر علي مستوي العالم. وقد شهدت التبادلات التجارية زيادة بلغت 130 ضعفا خلال 30 سنة مضت، حيث ازدادت قيمة التجارة الثنائية من 2.5 مليار دولار أمريكي عام 1979 إلي أكثر من 330 مليار دولار أمريكي عام 2008 ووصلت إلي أكثر من 400 مليار عام 2009، وأصبحت الولاياتالمتحدة والصين ثاني شريك تجاري لكل منهما، وتجاوزت الاستثمارات الامريكية المباشرة في الصين 63.1 مليار دولار. وفي الوقت نفسه الذي تسارع فيه نمو الاستثمارات الصينية المباشرة في الولاياتالمتحدة، بالتزامن مع نمو استثماراتها غير المباشرة في سندات الخزانة وغيرها من الأصول الأمريكية. وأضافت أن واردات امريكا من الصين ، وتنامي الاستثمارات الصينية في أمريكا، قد ساعدت هذه العلاقة في خفض معدلات التضخم وارتفاع معدلات النمو في الولاياتالمتحدة لعدد من السنوات. كما أسهمت هذه العلاقة الاقتصادية الثنائية القوية بين البلدين في انفتاح الصين ودفع حركة الإصلاح فيها، إلي جانب زيادة حجم التوظيف، وارتفاع معدلات النمو، وتعزيز الصناعة والتوسع الحضري، إضافة إلي حقن الاقتصاد الصيني بحيوية كبيرة. وتشير هذه العلاقة الاقتصادية الوثيقة بين الدولتين إلي أنهما تكملان بعضهما وتعتمدان علي بعض إلي حد بعيد. كما يجني الشعبان الامريكي والصيني مزايا الماركة التجارية صنع في الصين التي تشير إلي الجودة العالية وانخفاض الأسعار، مما يساعد علي رفع دخول العائلات الامريكية. وفي الوقت نفسه تحولت ماركات تجارية أمريكية مثل منتجات موتورولا وول - مارت إلي جزء لا يتجزأ من الحياة الحديثة الصينية . كما يجني مكاسب مماثلة رجال الأعمال في كلتا الدولتين. فقد بلغت قيمة الصادرات الامريكية من السلع والخدمات إلي الصين 87.3 مليار دولار في عام 2008، بينما بلغت عائدات الشركات الامريكية العاملة في الصين 218.9 مليار دولار. وفي عام 2009 بلغت عائدات الشركات الأجنبية المستثمرة في الصين ما يقدر بنسبة 56% من إجمالي حجم الصادرات الصينية.