في سياق الجهود المستمرة من قبل الدول العربية والصين بصفة عامة لتدعيم التبادل التجاري بينهما عقدت الصين ومجلس التعاون الخليجي الجولة الاولي من الحوار الاستراتيجي في العاصمة بكين نهاية الشهر الماضي، خاصة ان استثمارات الدول الخليجية في الصين قفزت بصورة جوهرية بصفتها صاحبة الايرادات النفطية الهائلة ورءوس الأموال الضخمة، لتصل الي قرابة المليارين في نهاية العام الماضي, مقابل خمسة مليارات دولار أمريكي قيمة استثمارات الصين في المنطقة العربية في حين ان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية قفز من 36،7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 ليصل إلي 132،8 مليار دولار أمريكي في عام ،2008 ولتصبح الدول العربية ثامن أكبر شريك تجاري للصين علي مستوي العالم . وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيوي قال إن "تأسيس آلية حوار استراتيجي نبع من الاحتياجات الحقيقية والمصالح طويلة الأجل لكلا الجانبين ويسهم في تدعيم الثقة المتبادلة والتعاون الجماعي في مختلف المجالات". وأكد المتحدث ان الصين تولي اهمية لعلاقاتها الودية وتعاونها مع مجلس التعاون الخليجي واعضائه. ويضم مجلس التعاون الخليجي البحرين وعمان والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. واكد المجلس الصيني للترويج للتجارة الخارجية، بأن حاجة كل طرف إلي الطرف الآخر تتزايد يوما تلو الآخر، وسط إحصائيات تشير إلي أن مسيرة العلاقات الصينية العربية ، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة شهدت نموا مطردا في السنوات الأخيرة ، فيما بلغت الذروة عقب تأسيس منتدي التعاون الصيني العربي (ساكف) في عام 2004، حتي قفز حجم التبادل التجاري بين الطرفين من 36،7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 ليصل إلي 132،8 مليار دولار أمريكي في عام 2008 ولتصبح الدول العربية ثامن أكبر شريك تجاري للصين علي مستوي العالم . أما الدول الخليجية فقد قفزت استثماراتها في الصين بصورة جوهرية بصفتها صاحبة الايرادات النفطية الهائلة ورءوس الأموال الضخمة، لتصل الي قرابة المليارين في نهاية العام الماضي، مقابل خمسة مليارات دولار أمريكي قيمة إستثمارات الصين في المنطقة العربية. وفيما تعتمد الصين علي منطقة الشرق الأوسط -التي تلبي أكثر من 50% من واردات الصين النفطية سنويا- لضمان أمن الطاقة في ظل الظروف الدولية الراهنة شديدة التعقيد، بالمقابل تعتبر المنطقة العربية السوق الرئيسي لصادرات الصين من المنسوجات والماكينات والتكنولوجيات والعمالة ومشروعات المقاولات . واوضحت (شينخوا) ان مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية التابع لجامعة بكين- إحدي أعرق الجامعات الصينية - اصدر تقريرا مطولا حول العلاقات الصينية الخليجية ومستقبلها اكد فيه وجود مجموعة من المرتكزات تحكم هذه العلاقات: أول هذه المرتكزات يتمثل في الاحتياج الاستراتيجي المتبادل ويعني إدراكا متبادلا بين الطرفين بأهمية الطرف الآخر ومدي الاحتياج له.. فعلي الجانب الصيني، تبرز أهمية نفط الخليج إذ تعتمد الصين بشكل كبير علي نفط المنطقة، فالاحتياطي النفطي الصيني يبلغ 1،8% من الاحتياطي النفطي العالمي في حين أن عدد سكان الصين يبلغ 22% من إجمالي سكان العالم، والصين هي ثاني أكبر دولة علي مستوي العالم من حيث حجم استهلاكها للنفط الخام بعد أمريكا وثاني أكبر مستورد له بعد اليابان ،لذلك يمكن القول بأن تجارة النفط تحتل مكانة بالغة الأهمية في العلاقات الصينية- الخليجية بما يعني أن تعزيز التعاون في هذا المجال بينهما سيسهم في تطوير علاقاتهما التجارية، بالمقابل وعلي الجانب الخليجي يبرز الاحتياج الإستراتيجي للصين حاضرا ومستقبلا.. فالصعود الصيني يصب بشكل كبير في صالح الدول الخليجية بوجه خاص والدول العربية بوجه عام كخطوة ضرورية علي طريق بناء نظام دولي متعدد الأقطاب أكثر عدلا وتوازنا .