حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، بنت أبي ذويب من قبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن كانت متزوجة من الحارث بن عبد العزي بن رفاعة، وكانت من بادية الحديبية بالقرب من مكة وكان من السائد أن يقدمن المرضعات إلى مكة من البادية. من أنبائها من الرضاعة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم النبي وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت المرضعات يفضلن الطفل من كان أبوه حيا. وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم تحاول إرضاعه لكن الوليد أبى، وأغلق فمه فقد قل لبنها حزنا على وفاة زوجها، وظل الطفل يرفض أن يرضع منها حتى جاءت ثوبية مولاة أبي لهب والتي كانت قد أرضعت عمه حمزة من قبل، فأعطته ثدييها فأخذ يرضع منها وبعد مولد لنبي بعشر أيام جاءت النسوة من البادية يبحثن عن الرضعاء. تحكي حليمة السعدية عن كيفية إرضاعها للرسول فتقول "قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وحده؟ فكنا نكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي إلا وأخذت رضيعا غيري فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي زوجها والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم لآخذه. وجدت حليمة في حياتها وبيتها وأغنامها البركة بعد أخذها النبي صلى الله عليه وسلم وجدت حليمة في حياتها وبيتها وأغنامها البركة، فتقول إن غنمها كانت تروح أرض جدباء لكنها كانت تشبع وترجع وتعطي لبنا وما يحلب إنسان غيرهم قطرة واحدة ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومها يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب أي حليمة. وبعدما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم العامين من عمره قدمت به إلى مكة، وهي أحرص شيء على أن يمكث لديها، وتقول عن ذلك "قلت لأمه لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا" وعادت به إلى دارها ولم يمض بعدها بضعة أشهر حتى رجعت مرة أخرى إلى أمه آمنة بعد حادث شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم. وبعدها التقى النبي صلى الله عليه وسلم بمرضعته، وكان يكرمها فعندما جاءته ذات مرة تشكو ضيق الحال أمر الرسول زوجته السيدة خديجة بنت خويلد فأعطتها أربعين شاة وبعير وانصرفت، وكان الرسول يقول "أنا أفصح من نطق الضاد بيد أني من قريش واسترضعت من بني سعد". توفيت حليمة السعدية رضي الله عنها في المدينةالمنورة ودفنت في البقيع.