بعد أن كثرت الشائعات الخاصة بالجسم الغريب الذي وقع في بأرض زراعية بقرية البتانون بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تبين أن ما سقط ما هو إلا جزء من أحد الأقمار الصناعية الإسرائيلية المتخصصة في التجسس وهي من إنتاج شركة «IAI Israel Aerospace Industries»، وهي المسوؤلة عن تصنيع أقمار أفق Ofeq وأوبتسات Optsat وتيكسار KTecSAR وأيضا عاموس Amos الخاص بالاتصالات والقنوات الفضائية. ويعود تاريخ إنتاج القمر الصناعي إلي عام1996 وبالتالي وهناك عدة احتمالات نتيجة سقوطه، منها أن القمر له عمل افتراضي 10، 12، 15 عام، وبالتالي انتهى عمره الافتراضي وسقط، أو يكون حدث له عطل أدى إلى خلل نتج عنه انحرافه من مداره وسقوطه باتجاه الجاذبية الأرضية وبالتالي احتراق أجزائه وسقوط بعض منها فوق مصر. ومن المعروف أن إسرائيل لديها أقمار تجسس متطورة وتستخدمها في رصد منطقة الشرق الأوسط بالكامل وهذا شيء ليس بجديد، لكن مصر أيضاً لديها نشاطها في مجال الأقمار الصناعية مع روسيا وأوكرانيا وسابقا مع تركيا بخلاف الصين، ولن تسكت أبدا على النشاط الإسرائيلي المتزايد في مجال التجسس. والجدير بالذكر أن مصر تمتلك محطات تشويش أرضية مضادة للأقمار الصناعية بقوة تصل إلى 50 ألف و60 ألف هيرتز، والدول الوحيدة التي تملك قدرة إسقاط الأقمار الصناعية في الفضاء على ارتفاعات تتجاوز 400 و500 و600 كلم هي الولاياتالمتحدة ولديها مايكفي وزيادة من هذه القدرة وكذلك روسياوالصين لديهما قدراتهما الخاصة في هذا المجال لكن غير ذلك لا توجد دولة أخرى تملك هذه القدرة نهائيا، وبما أن مصر من ضمن الدول الغير قادرة على ذلك فهي تستخدم البديل المتمثل في محطات التشويش الأرضية. وتحدث البعض عن أن ذلك الجسم الغريب جاء نتيجة لاختراق طائرة إسرائيلية للمجال الجوي المصري، لكن إذا كانت طائرة فأين بقية الأجزاء وأهمها المحرك والأجنحة ومجموعة الدفة والذيل والطيار نفسه، وكيف طارت كل هذه المسافة داخل المجال الجوي المصري ووسط شبكة من الدفاعات الجوية بالغة التعقيد بدءا من سيناء وحتى الدلتا ؟. والتشويش على القمر الصناعي يمكن بكل تأكيد أن يؤدي لإسقاطه لأنه يتسبب في قطع الاتصال بين منظومات الملاحة وخلايا الطاقة الشمسية للقمر أو فصل الاتصال عن وحدة التحكم بالقمر مما يتسبب في انحراف القمر عن مداره وبدء سقوطه باتجاه الجاذبية الأرضية وبما أن الأقمار الإسرائيلية تحلق فوق منطقة الشرق الأوسط ووسط إفريقيا بكل تأكيد ستسقط الأجزاء فوق مصر.