يبدو أن النفايات والمخلفات ليست مشكلة عليالأرض فحسب بل وفي الفضاء كذلك, فكما تعاني شعوب الأرض من مشكلة التخلص الآمن من نفايات السيارات والآلات والإلكترونيات والحاسبات هناك مشكلة أخري يتعاظم خطرها يوما بعد يوم هي مخلفات الفضاء. التي أطلت برأسها مع تردد احتمالات سقوط شظايا القمر الصناعي السوفيتي كوزموس1484 في المنطقة العربية قبل أن يرصد الهواة سقوطه قرب السواحل الشرقية للولايات المتحدةالأمريكية. يقصد بمخلفات الفضاء كل الآلات والأجهزة والأدوات التي تهيم في غلاف الأرض الجوي من الأقمار الصناعية التي تعطلت أو انتهي عمرها الافتراضي أو من الأجزاء التي تنفصل من الصواريخ خلال مراحل إطلاقه أو من مكونات الأقمار الصناعية التي تصطدم ببعضها البعض بسبب انحرافها عن مدارها. ومن أشهر حوادث التصادم بين الأقمار الصناعية التي خلفت قدرا كبيرا من النفايات الفضائية الاصطدام الذي حدث في10 فبراير2009 بين قمر إريديام33 وكوزموس2251 فوق شمال سيبريا, ونتج عن ذلك أكثر من2000 قطعة من النفايات ومئات الآلاف من الشظايا الصغيرة التي لا يمكن رصدها من الأرض, ونحو10 في المائة من المخلفات الفضائية التي تراكمت في فضاء الأرض خلال الخمسة وخمسين عاما الماضية جاءت من هذا التصادم. قبل حادث تصادم إريديام وكوزموس أطلقت الصين صاروخا في2007 لتدمير قمر صناعي في الفضاء علي سبيل الاختبار لإثبات قدرتها علي تدمير الأقمار الصناعية, وترك هذا الاختبار3000 قطعة من مكونات القمر الصناعي سابحة في مدار الأرض. وعن مدي خطورة هذه الشظايا أيا كان حجمها فالأمر يعتمد علي سرعتها التي تدور بها حول الأرض, فقوة التصادم تصبح هائلة إذا كانت الأجزاء المصطدمة تتحرك بسرعات كبيرة, ولتوضيح الصورة أكثر تخيل الفرق بين تصادم سيارتين تسيران بسرعة10 كم/ساعة وسيارتين تسيران بسرعة100 كم/ الساعة. لك أن تعرف الآن أن سرعة كوزموس وإريديام حينما اصطدما كانت تبلغ42 ألف كم/ الساعة! وبسبب هذه السرعة فإن سقوط جزء بحجم' مكعب السكر' من الفضاء علي الأرض يعادل الوقوف بجانب قنبلة يدوية متفجرة! ورغم خطورة سقوط المخلفات الفضائية علي الأرض لكنه يمثل الاحتمال الأضعف لأسباب عديدة, فمكمن الخطورة الحقيقية للمخلفات والنفايات الفضائية ليس في سقوطها علي الأرض بل في انتشارها بسبب سرعة دورانها في مسارات عشوائية حول الأرض, ومن ثم احتمال تهديدها بتدمير المحطة الفضائية الدولية والأقمار الصناعية الحالية والتسبب في متوالية من الاصطدام بالمزيد من الأقمار الصناعية, وتكوين سحابة ضخمة من النفايات والمخلفات الفضائية التي تجعل الوصول إلي الفضاء القريب حول مدار الأرض في حكم المستحيل, وهو ما يعرف باسم افتراضية كيسلر, ومعني ذلك بأبسط عبارة عودة البشرية للقرون الوسطي وحرمانها من كل مزايا الأقمار الصناعية في البث التليفزيوني والاتصالات والإنترنت ونقل البيانات والمعلومات. ولقد أدرك المجتمع الدولي خطورة هذه المخلفات, وتم تشكيل اللجنة الدولية للتنسيق بين الوكالات الفضائية بشأن مخلفات الفضاء. ولعل المشكلة التي يبحث لها المجتمع الدولي عن حل في الوقت الراهن هي كيفية إزالة المخلفات الفضائية. فتكلفة إزالة الأقمار الصناعية الخاملة أو التي انتهت مهمتها أكبر بكثير من احتمال تسببها في تدمير قمر صناعي آخر, ولكن هذه التكلفة لا تعد شيئا إذا قيست باحتمال فقد البشر القدرة علي الاستفادة من الفضاء في مجال الاتصالات, ومن الوسائل المقترحة استخدام شبكات معدنية فضائية لكنس الفضاء وأشعة الليزر لإخراج المخلفات من مدارها. ثمة تعقيدات سياسية وعسكرية وقانونية تتعلق بتنظيف الفضاء, فلا تستطيع دولة سحب القمر الصناعي الخاص بدولة أخري حتي لو كان ذلك يسبب خطرا علي أقمارها الصناعية. ومن الناحية العسكرية إذا كنت تمتلك التكنولوجيا التي تمكنك من إخراج قمر صناعي' خامل' من مداره, فإنك تستطع استخدام التكنولوجيا نفسها في إخراج قمر صناعي' نشط' من مداره. أشهر حوادث الفضاء 1981 ذ1275 1991 ذ955 1996 ذ 2007 ذ ذ1 2009 ذ225133 2012-33 2013 ذ1484