كانت أسمهان قيثارة من السماء.موهبة صوتية فذة. بهرت المستمعين في مصر والعالم العربي في عصرها. ورغم قصر عمرها. وان عطاءها الفني لم يستمر سنوات طويلة. إلا أن صوتها الساحر مازال يمتع كل من يستمع إليه حتي اليوم. وإلي ما شاء الله ! ومثلها مثل فنان عبقري. لم يكتف الناس بالاستماع إلي فنه. أو مشاهدة أعماله. فان حياة أسمهان الشخصية. ودراما الأحداث والناس. التي كتبت سيناريو حياتها المثيرة. مازالت حتي الآن مثار اهتمام كل عشاق أسمهان. ولازال الناس يتساءلون رغم مرور السنوات :من قتل أسمهان ؟ هل قتلها الملك فاروق.. أو الملكة نازلي كما أشيع في وقت من الأوقات ؟هل قتلتها المخابرات الانجليزية. لأنها بعد أن تعاونت مع مخابرات الحلفاء. فكرت في التعامل مع أعدائهم الألمان ؟هل قتلتها المخابرات الألمانية. حتي لا تنفضح محاولات تجنيدها لمصلحة الألمان ؟هل قتلتها أم كلثوم. بسبب الغيرة من شهرتها ؟ ظلت أصابع الاتهام هذه. وما تزال حائرة حتي الآن. فكم هناك من تحقيق بوليسي في حادث مصرع أسمهان. عندما غرقت بها السيارة. مع صديقتها ماري قلادة. في ترعة بالقرب من المنصورة. أثناء ذهابها إلي رأس البر.. لكن أحداً لم يستطع الجزم وتحديد المسئول المجهول عن مصرع أسمهان ومازال السؤال الحائر كما هو : من قتل أسمهان ؟ لكن السؤال المنطقي هو : هل كان مصرع أسمهان حادثاً متعمداً بفعل فاعل. للتخلص منها نهائياً ؟أم أنه كان مجرد حادث قدري. يقع العشرات مثله كل يوم. وأي زمان وعصر ؟ إن محاولة الإجابة علي السؤالين. لابد أن تدفع من يبحث عنها. إلي البحث في حياة أسمهان نفسها. من هي أسمهان ؟ كيف تحولت أسمهان. أو آمال الأطرش أميرة الدروز. إلي مطربة شهيرة. كتب لها القدر أن تعيش حياة قصيرة لكنها زاخرة بكل الأحداث والمتناقضات والإثارة ؟ عن نفسي فقد حاولت البحث عن تلك الأجوبة الحائرة. وبدأت بحثي من مقبرة أسمهان في حي الإمام الشافعي بالقاهرة. وذهبت إلي المكان الذي غرقت فيه سيارتها في الترعة.وذهبت ابحث عن كل الذين لهم علاقة بحكاية أسمهان. ذهبت إلي الأمير فيصل الطرش ابن شقيقها الأكبر فؤاد الأطرش.واستمعت إليه وهو يروي حكايات ثورة الدروز. شعب أسمهان الذي حاولت أن تساعده من قلبها.وذهبت إلي الكاتب الصحفي الكبير سعيد أبو العينيين. صاحب كتاب « أسمهان» المعروف. وروي لي قصة الشقاء والمعاناة التي عاشتها أسمهان مع والدتها الأميرة عاليه المنذر. وشقيقيها فؤاد وفريد. في أول أيام معيشتهم في حي الخرنفشي الشعبي. بعد وصولهم إلي مصر. واستمعت إلي شهادة الكاتب الصحفي الراحل حسن إمام عمر. والذي كان شاهد عقد زواجها من المخرج الراحل أحمد بدرخان. وكيف أن القدر أنقذه من الموت غرقاً في سيارة أسمهان. حيث كان من المفروض أن يرافقها في رحلتها إلي رأس البر. لكنه استيقظ متأخراً عن موعده معها. فنجا من الغرق!.من قتل أسمهان ؟