قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الحياء لا يأتي إلا بخير" ، هكذا يوصينا الرسول بخلق الحياء ،والذي يعني : الخلق الطيب في الإنسان الذي يمنعه من ارتكاب الخطأ، أو التقصير في حق الناس، والعودة عن المعصية. لما الحياء؟ وقد وصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالحياء لعدة أسباب منها: ( أن الحياء هو خلق الإسلام فإن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء ، وأن الحياء من الإيمان، والإيمان صاحبه يدخل الجنة، فالحياء شعبة من شعب الإيمان ، ولأن الإنسان إذا تحلى بصفة الحياء ستر الله عز وجل عليه، وقد جاء في الحكم القديمة: . بالإضافة إلى أن الحياء يحيي القلب، فإذا كان الإنسان حييا – يعني من أصحاب خلق الحياء – كان شاكراً لنعمة الله عز وجل، صابراً على بلائه، متواضعاً للناس، خاشعاً في صلاته، وإذا كانت البنت أو المرأة حيية تراها عفيفة طاهرة ، كما أن الحياء ينشر الحب والمودة بين المسلمين. تعلم الحياء ونستطيع أن نتعلم الحياء عن طريق إتباع هذه الخطوات: أولاً : أن نذكر أن الله عز وجل يرانا فلا نرتكب المعصية أو الخطأ. ثانياً : أن تذكر نعمة الله عليك، وأنك غير قادر على شكر هذه النعم، وقد قال الله تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} . ثالثاً : أن تذكر أن الله سبحانه سيسألك عن كل ما فعلت من الكبير والصغير، والقليل والكثير. نماذج من الحياء وقد كان أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يستحيي من ربه عز وجل، فإذا دخل لقضاء حاجته غطى رأسه. وقال: إني لأستحيي من ربي عز وجل. وكان عثمان بن عفان – رضي الله عنه – إذا أراد أن يستحم أغلق عليه داره، ولم يخلع ثوبه حتى قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن الملائكة لتستحيي منك يا عثمان). وكانت امرأة مسلمة تلبس الحجاب، فتاهت منها طفلتها، فذهبت تبحث عنها، فقال أحد الخبثاء: تبحث عن طفلتها وهي تلبس الحجاب؟ فقالت: يا هذا لأن أفجع في طفلتي خير لي من أن أفجع في حيائي. وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً لا يعجبه احمر وجه وعرفه الصحابة. خطورة ترك الحياء وإذا ترك الناس الحياء كانت الحياة صعبة سيئة، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): (إذا لم تستح فاصنع ما شئت). وهنا يفعل الناس ما يشاءون، فيكذبون، ويظلمون، ويسرقون، ويفعلون كل قبيح من الأمور. وتظهر الخيانة، والفاحشة، فيغضب الله عز وجل علينا، ونستحق النار. وقد قال سيدنا سلمان الفارسي – رضي الله عنه -: (إذا أراد الله عز وجل بعبد هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً نزع منه الأمانة فكان خائناً، فإذا كان خائناً نزع منه الرحمة فكان فظاً غليظاً، فإذا كان هكذا صار شيطاناً لعيناً). فوائد الحياء: *حب الله عز وجل لأنه من المؤمنين، والحياء من الإيمان، والله يحب المؤمنين. *وحب الناس، فيقل أعداؤه، ويكثر محبوه. *الراحة في القلب والنفس، والبدن. *تسهيل الأمور الصعبة عليه، وحب الجميع له، كما تحبه الملائكة. *دخول الجنة مع المؤمنين.