قراءة في التعديلات الجغرافية الأخيرة عبد الرحمن عوض جاء قرار السيد الرئيس محمد حسني مبارك بإنشاء محافظتين جديدتين هما حلوان و6 أكتوبر بمثابة تنفيس للشعب من أزمات المرور ومصاعب الحياة وتخفيف الضغط علي القاهرة الكبري بتوسيع شرايينها وامتداد أوردتها الجغرافية. لقد كان مركز العياط يضم في1917 م حوالي44 ناحية وتعدادها117 ألف نسمة! أما الآن فهي تزيد علي نصف مليون نسمة وكانت مساحتها250 كم2 أما حلوان فقد كانت تتكون من:1 عزبة حلوان البحرية( عزبة الوالدة)2 عزبة حلوان القبلية3 حلوان شرق4 حلوان غرب. وتسمي هذه النواحي الأربع مدينة حلوان وسكانها11 ألف نسمة.. وكانت ضمن القاهرة ومساحتها12 كم2. أما حلوان القرية القريبة من الحوامدية فكان سكانها5 آلاف نسمة وهي حلوان الأرياف وكانت حلوان هذه ضمن محافظة الجيزة لقربها من الحوامدية. وحلوان الآن تزيد علي نصف مليون نسمة تقريبا وهي ذات امتداد صحراوي كبير نسبيا. وأما مركز الصف فكان يتكون من27 ناحية وسكانه100 ألف نسمة, أما الصف العاصمة للمركز لم تكن تزيد علي3600 نسمة, ومساحتها6 كم2. كانت محافظة الجيزة مديرية الجيزة تتكون من مركز العياط ومركز الجيزة من أبو النمرس إلي زنين. مركز إمباية عدد سكانها161 ألف نسمة, مساحتها936 كم2. مركز الصف وكانت جملة سكان الجيزة524,3 ألف نسمة نصف مليون نسمة, مساحتها1060 كم2. وهي الآن سكانها نحو6 ملايين نسمة, ومساحتها13184 كم2 في إحصاء2001 م. وتجري الآن إعادة النظر في أن تتبع مدينة العياط ومركزها والجزء الصحراوي من مركز الواحات إلي محافظة6 أكتوبر, وتتبع الصف وأطفيح محافظة حلوان القريبة منها جغرافيا وسكانيا, لكنها الاقرب طبيعيا لولا نهر النيل الفاصل بينهما. وكان عدد سكان القاهرة في1917 م791 ألف نسمة ومساحتها1671 كم2. وتعداد القاهرة الكبري الآن أكثر من15 مليون نسمة علي مساحة17.3 ألف كم2: القاهرة العاصمة سكانها7.3 مليون نسمة ومساحتها3085 كم2. فإذا كان معدل التغييرات الإدارية الجغرافية لاحياء العاصمة الكبري لمصر كل قرن تقريبا! فإن العاصمة بهذا المعدل ستكون محلك سر! فالكثافة السكانية المتزايدة اسرع من زيادة الاتساع الجغرافي ستلتهم كل إصلاح إداري محلي جغرافي, نأمل في أن يكون هناك تشريع دستوري بتعديل الحدود الجغرافية لكل محافظة بعد50 سنة مثلا حتي لاتصاب العواصم المحلية لكل محافظة بالمعدلات السكانية الأعلي كثافة في الوطن العربي بالنسبة لمحافظات مصر بعد أن ضاقت بسكانها, والاتجاه نحو الصحراء الشرقية والصحراء الغربية وسيناء الشمالية والجنوبية ومطلوب التوسع في إنشاء إحياء جديدة خاصة في الأحياء الكبري في كل محافظات مصر تسهيلا علي الناس في قضاء مصالحهم وسرعة وصول الدعم إلي مستحقيه. وكنا نتوقع إعلان الأقصر محافظة ولاندري لماذا تلاشت الفكرة وهي وجيهة ومنطقية؟! ونأمل في أن يكون هناك برنامج توعوي بخروج القاهريين إلي مناطق مصر الممتدة والمتنوعة. فالقرارات الإدارية وحدها لن تحل المشكلة, فلابد من تضافر جهود منظمات المجتمع المدني وجميع الأجهزة الشعبية للخروج من الوادي العجوز إلي الوادي الجديد شرقا وغربا للنيل مع المشروعات القومية الجديدة. عن صحيفة الاهرام المصرية 29/4/2008