خلافات العلماء.. والآخرين.. ارحمونا يرحمكم الله مجدي سالم من يجرؤ علي القول إن عالم الدين محصن أو لا يجب نقده أو حتي مهاجمته؟! .. وحتي علماء الدين انفسهم والداعون إلي الله علي بصيرة.. هل يستطيع أحدهم الادعاء بان ما يقوله لا يرد عليه.. لا أعتقد ان هناك من يجرؤ علي ذلك ايضا.. المشكلة ليست في الاخذ من العلماء وغيرهم والرد.. المشكلة في اسلوب الحوار.. والاعتراض.. وحتي في اسلوب التأييد أو عكسه. منذ القدم.. اختلف العلماء مع بعضهم البعض واختلفوا مع الامراء والحكام.. وايضا لم يرق ما كان يقوله بعضهم للبعض من عامة الناس من غير المتخصصين لما يمكن ان نطالب به اليوم ولا استطيع الادعاء ان الحوار والخلاف بين السابقين كان مثاليا بل كثيرا ما كان التعصب والعناد والمكابرة.. والعداوة هي الاساليب السائدة بين جميع المختلفين. .. نعم اختلف الأئمة الكبار مالك وابوحنيفة وابن حنبل والشافعي كل منهم مع الاخرين ولكنهم كانوا كبارا وكان كل منهم يعرف قدر الاخر وعلمه ومكانته وغاية ما كان يمكن ان يحدث ان يقاطع احدهم الاخر ومع ذلك لم يحاول احد الاساءة لاحد.. وكثير منا يعلم مقولة الامام الشافعي رحمه الله: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".. وايضا نعلم مقولة الإمام مالك رحمه الله امام قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل انسان يؤخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر". .. هكذا كانوا يتعاملون مع ادراكهم التام ان الداعية والعالم والامام الذي لا يجد معارضة او يهاجمه احد عليه ان يراجع دعوته واسلوبه ونفسه لان الداعية الاعظم رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يُعارض ويهاجم.. بل ويتعرض للإساءة والإيذاء.. ولنا فيه صلي الله عليه وسلم القدوة والمثل. أكتب هذا وانا اري ما يحدث من شد وجذب وهجمات متبادلة بين من ينسبون انفسهم لجبهة العلماء ومن هم خارجها وايضا بين اصحاب اقلام صحفيه وكتاب وفضيلة المفتي واغلبها تحمل معني العداء الشخصي وتصيد الاخطاء وفي كثير من الاحوال يخرج النقاش عن الموضوعية التي يجب توافرها عند الاختلاف. وهي أساليب كثيراً ما تخرج عن الهدف الأسمي من الحوار والمناقشة وهو الوصول الي الحقيقة. الحقيقة التي نظلمها كل ساعة دون ادراك لاننا نظلم أنفسنا ونساهم في شغل أوقاتنا وأوقات الناس في أمور لن تفيد وتبعدهم عن أمور أكثر إلحاحاً في حياتهم. علينا ان نضع كل شئ في مكانه الطبيعي ونعطيه قدره الحقيقي.. علينا ان نرتب أولوياتنا فلا نغرق في الشد والجذب فيما لا يفيد حتي لا يدعي أحد أن من غرق في الشد والجذب هو أيضاً شهيد لانه غرق "!!!".. من منا يستطيع ان يجزم بان فلانا سوف يدخل الجنة وان فلانا في النار؟!.. عن صحيفة عقيدتي المصرية 20/11/2007