خلال اجتماعها أمس بالدوحة، أدرجت لجنة التراث العالمي موقعين جديدين لقائمة التراث العالمي لليونيسكو وقائمة التراث المهدد بالخطر، وهما موقع بتير جنوبيالقدس وموقع محمية سيلوس بتنزانيا، وقررت تأجيل البت في ضم الشعاب الاسترالية الكبرى للقائمة. وعن موقع بتير في فلسطينجنوبيالقدس فقد تم اقتراحه - وفق بيان اليونيسكو - لأنه يجب أن يعالج بشكل طارئ . و قد وافقت اللجنة على تسجيل الموقع و تم اعتماد القرار بتسجيله على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر باعتباره تعرض للضرر بسبب التحولات الاجتماعية و الثقافية والجغرافية السياسية التي من شأنها أن تصيب الموقع بأضرار جسيمة غير قابلة للتصحيح. مع الاشارة الى الشروع ببدء أعمال بناء الجدار العازل الذي من شأنه أن يعزل المزارعين عن الحقول التي يزرعونها منذ قرون. يتضمّن المنظر الطبيعي لتلال بتير الواقع على بعد بضع كيلومترات جنوب غرب القدس، في الأراضي الجبلية بين نابلس والخليل، سلسلة أودية زراعية تعرف باسم "وديان" وتتميّز بمدرّجات حجرية يُروى بعضها لإنتاج البقوليات، في حين يكون بعضها الآخر جافا ومزروعا كروما وأشجار زيتون. واستند تطوّر هذه المدرّجات المزروعة، في إطار بيئة جبلية للغاية، على شبكة من قنوات الريّ تغذيها مصادر المياه الجوفية. والمياه التي يتم جمعها بفضل هذه الشبكة تُوَزَّع بموجب نظام توزيع تقليدي منصف بين أسر قرية بتير الواقعة على مقربة من هذا المنظر الثقافي. يعتبر موقع بتير في فلسطين: بلاد الزيتون و الكرمى – منظر ثقافي في جنوبالقدس، الموقع الأول الذي سجل من مجموع ستة وثلاثين موقعا ستنظر اللجنة في تسجيلها خلال دورتها ال 38 . أما محمية سيلوس للطرائد (جمهورية تنزانياالمتحدة) فقد أدرجت في قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر، وذلك لأن انتشار ظاهرة الصيد غير المشروع من شأنه القضاء على الحيوانات البرية في هذا الممتلك. ووجهت اللجنة نداءً إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك بلدان عبور ووصول العاج، من أجل دعم تنزانيا في كفاحها ضد مثل هذه الممارسات الإجرامية. إن محمية سيلوس للطرائد، التي تغطي منطقة تبلغ مساحتها 50000 كم، هي واحدة من أكبر المحميات في أفريقيا. وتشتهر هذه المحمية بما تحتويه من أنواع حيوانية مثل الفيلة ووحيد القرن الأسود والزرافات وحصان النهر والتماسيح، وغيرها من الأنواع الحيوانية. كما تتميز المحمية بمجموعة متنوعة استثنائية من الموائل، بما فيها غابات "ميومبو"، والمراعي المفتوحة، والغابات والمستنقعات النهرية، مما يجعل منها مختبراً ذا قيمة للعمليات الإيكولوجية والبيولوجية الجارية. ومع ذلك، فإن استشراء الصيد غير المشروع قد أفضى إلى انخفاض كبير في عدد الحيوانات البرية، ولاسيما الفيلة وأفراس النهر، الذي انخفض بما نسبته 90 في المائة تقريباً منذ عام 1982، عندما أُدرجت المحمية في قائمة التراث العالمي. وبشأن إدراج الشعاب الكبرى في أستراليا ، فقد تم تأجيل البت في إدراجها على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر. ترتبط اهتمامات اللجنة بشأن الموقع بالتطورات الساحلية المقررة، بما فيها تطوير الموانئ ومرافق الغاز الطبيعي السائل. وكانت اللجنة قد طلبت من استراليا تقديم تقرير مستوفى عن حالة صون الموقع بحلول أول شباط/ فبراير 2015. قال كوشير راو، مدير مركز التراث العالمي إن القرار الذي اعتمدته اللجنة أمس يشيد بالتقدم الذي أحرزته استراليا في إدارة الشعاب. وأضاف أن "اليونسكو تثق في أن الاتجاه العام نحو اتخاذ قرار في هذا الشأن العام المقبل هو أمر إيجابي". جدير بالذكر أن الشعاب الكبرى تغطي منطقة تبلغ مساحتها348000 كم، وتمتد أسفل الساحل الشمالي الشرقي لاستراليا. وهذه المنطقة، التي أُدرجت في قائمة التراث العالمي عام 1981، تحوي 400 نوع من المرجان و1500 نوع من الأسماك، فضلاً عن 4000 نوع من الرخويات. وقد بدأت الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي أعمالها 15 حزيران/ يونيو الجاري وستواصل اجتماعاتها حتى 25 الجاري، وذلك برعاية الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني