اليوم الجمعة عيد المسلمين في شتى بقاع المعمورة، يجتمع الصغير بجانب الكبير، الفقير أمام الغنى، ويستمعون بإنصات لقرآن الجمعة، تليه خطبة تجمع المسلمين على قلب رجل واحد. سيد الأيام, وأعظمها عند الله, فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يُشفقن من يوم الجمعة. وفيه عن الإمام علي رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف الله فيه الحسنات , ويمحو فيه السيئات , ويرفع فيه الدرجات ، ويستجيب فيه الدعوات ، ويكشف فيه الكربات ، ويقضي فيه الحوائج العظام ،وفيه عن عبدالله بن سنان رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضّل الله الجمعة على غيرها من الأيام، وإن الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها، وإنكم تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة، وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد-صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وخطب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في الجمعة فكان مما قال:ألا إن هذا اليوم يوم جعله الله لكم عيداً، وهو سيد أيامكم، وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظُم رغبتكم فيه، ولتُخلص نيتكم فيه، وأكثروا فيه التضرع والدعاء، ومسألة الرحمة والغفران، فإن الله عز وجل يستجيب لكل من دعاه، ويورد النار من عصاه وكل مستكبر عن عبادته، وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلا أعطاه وتشير أحاديث وروايات كثيرة إلى أن في يوم الجمعة ساعة يستجيب الله تعالى فيها دعاء الداعين، ويلبي طلباتهم، ولأنها ساعة لم تحددها النصوص، فإن على الإنسان أن يشتغل بالدعاء في مختلف ساعات الجمعة عسى أن يحظى بموافقة تلك الساعة.