القدس المحتلة : هدد وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور الأربعاء بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة شبيهة بعملية "الرصاص المصبوب" في حال استمر اطلاق المسلحين الفلسطينيين الصواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل. وقال مريدور للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "إسرائيل لن توافق على إطلاق الصواريخ بين حين وآخر من قطاع غزة، وآمل ألا تكون هناك حاجة لعملية عسكرية أخرى مثل الرصاص المصبوب". وأضاف مريدور أن "حماس لا تفعل ما يكفي من أجل منع الفصائل الأخرى من إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات النقب في الفترة الأخيرة". وتابع أن "إسرائيل ردت بشدة وستستمر في الرد بهذا الشكل حتى وقف مطلق لإطلاق الصواريخ". في غضون ذلك ، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس من أي تصعيد إسرائيلي جديد ضد قطاع غزة. وقال، خلال استقباله ممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الوطنية كريستيان بيرغر، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن "أي عدوان إسرائيل جديد على القطاع، سيضع العملية السلمية برمتها في خطر حقيقي، وسيؤدي إلى انهيار كافة الجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ السلام". وطالب عباس الاتحاد الأوروبي بلعب دور أكبر في عملية السلام خاصة لما تتمتع به أوروبا من ثقل سياسي واقتصادي كبير يمكنها من التأثير على كافة الأطراف لدعم عملية السلام. واتهمت حركة حماس امس الاممالمتحدة بازدواجية المعايير وذلك بعد ادانة الاممالمتحدة بشدة زيادة الهجمات عبر الحدود من جانب ناشطين فلسطينيين في غزة. وقال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري ان الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل والتي تصاعدت في الايام الاخيرة تمثل "انتهاكا واضحا للقانون الانساني الدولي" وتعرض للخطر حياة المدنيين. وقوبل الانتقاد برد قوي من حماس التي تسيطر على قطاع غزة الذي يتعرض لحصار اسرائيلي. وقالت حماس ان تصريحات سيري تعكس "ازدواجية في المعايير". وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في مؤتمر صحفي الأربعاء في غزة، "ستتقدم الحكومة بشكوى للأمم المتحدة حول العدوان الإسرائيلي وتهديدات قادة الاحتلال بالعدوان على قطاع غزة"، لافتاً إلى أنها سترسل رسائل مشابهة لمجلس حقوق الإنسان الدولي وكافة الأطراف المعنية. وقال إن الحكومة ستجري اتصالات مع العديد من الدول والأطراف لشرح النوايا العدوانية لدى الاحتلال، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع بعض الإخوة المسئولين في مصر حول التصعيد الأخير. واعتبر أن تهديدات قادة إسرائيل تعبير عن الأزمة التي تمر بها حكومة نتنياهو ومحاولتها للهروب باتجاه الأمام وافتعال المواجهة العسكرية في المنطقة. ورأى أن التزامن بين حملة التحريض الإسرائيلية على غزة وما تقوم به الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق المقاومين يؤكد ما ورد في وثائق ويكيليكس من تورط حركة فتح في التحريض على شن الحرب على غزة. وأدان النونو بشدة ما تقوم به الأجهزة الأمنية في الضفة من "إرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاوميه وبخاصة ما يجري من تعذيب واعتقال"، داعيا لوقف كافة أشكال التعاون الأمني ووقف "الاسطوانة المشروخة حول ما يسمى بالاستعداد للانقلاب في الضفة والذي يعد محاولة مفضوحة لتبرير سحب سلاح المقاومة وضرب المقاومين. وفي يومين هذا الاسبوع أطلق 14 صاروخا وقذيفة مورتر على الاقل على جنوب اسرائيل. في المقابل شنت اسرائيل هجمات جوية من بينها واحدة استشهد فيها خمسة ناشطين فلسطينيين في مطلع الاسبوع وهو أكبر عدد شهداء منذ الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع في غزة قبل عامين والذي استشهد فيه 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا.