الاعلام الحكومي .. أكثر مهنية من الخاص الاعلام المصري "مضاد" وآخر يخفي الحقيقة بالرغم من تعدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في مصر؛ إلا أن "الحياد الإعلامي" لا زال غائبا عند الكثير من تلك الوسائل، وهو ما بات يشكل أزمة حقيقية لدى السياسي والمواطن العادي في الفترة الأخيرة. وزاد من ذلك هو إنشاء معظم الفصائل السياسية قنوات خاصة بها والتراشق فيما بينهما واتهام بعضهم بعدم الحياد في المادة الإعلامية التي يتناولونها، طال ذلك الإعلام الحكومي الرسمي الذي يرى أن معظم القنوات الخاصة ممولة من ما يسميه " الفلول" تعمل على أجندة خاصة، فيما يرى معارضون للحكومة أن التلفزيون المصري بقنواته المتعددة منحازا للنظام الحاكم، ويطالبونه بالحياد الإعلامي. شبكة الإعلام العربية "محيط" التقت بعدد من المهتمين بشأن الحياد الإعلامي، وخرجت بالحصيلة التالي. أكثر مهنية يرى الدكتور رضا هلال أستاذ علوم سياسية، أن انتقال بعض الإعلاميين من الإذاعة والتليفزيون إلى القنوات الفضائية الخاصة غير من مهنية الكثير منهم الذين لم يلتزموا بها، وانسجموا أكثر مع التيار السائر والبحث عن ما أعتبرها "الساقطات." وقال إن الإعلام الحكومي أصبح حياديا أكثر من الأعلام الخاص، لما مر به من فترة اختبار صعبة بعد ثورة 25 يناير، جعل العديد منهم يعيدون النظر في سياسته والتغير منها. وأشار إلى أن المذيع في القنوات الفضائية أصبح يتحدث أكثر من الضيف المتواجد معه، وهذا بحد ذاته خطأ بات الإعلامي يقع فيه. وأكد أن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها القنوات الفضائية هو أن يكون المذيع صحفي، الأمر الذي جعل وقوع الكثير من الأخطاء كالتعدي بالألفاظ وكثرة الكلام، وعدم معرفة متى التوقف وهذا غير مقبول في الوسط الإعلامي. إعلام استثمار واعتبر محمد عبد الحميد، صحفي في جريدة البديل، إن الإعلام عبارة عن مشاريع استثمارية، ومن الصعب أن يتصف بالحياد ولابد وأن يخضع لسياسة مموليه لتحقيق عائد كما انه يخضع لرغبة أصحاب الإعلانات. وقال إن الإعلام المصري لا يختلف عن غيره في طبيعة الدور الذي يؤديه من توجيه المواطنين والسيطرة على عقولهم من خلال طرح أفكار معينة، ووجهة نظر واحدة، وأن كبرى الوكالات مثل السي إن أن ورويترز يخضعان أيضا لتوجهات معينة، مستنكرا ما اعتبرها "حالة الانحياز والتضليل التي تنتهجها معظم القنوات المصرية. الأعلام المصري المضاد ويرى وليد حداد، طالب في جامعة بنها، أن الأعلام المصري هو أحد أدوات الدولة العميقة التي كان يستخدمها نظام مبارك ويقوم بحشد مؤيديه بنظرية الإعلام المضاد. واتهم الإعلام المصري بالتحريض على العنف، وإعداد المواطنين نفسيا على الكراهة بينهم واستباحة الدم. فكرة التخوين من جانبه قال مصطفى الحجري، أحد شباب الثورة، إنه لا يوجد إعلام محايد بقدر وجود أعلام له رؤية، وأن أغلب الإعلاميين بعد 30 يونيو أصبحوا لديهم فكرة التخوين لمن يعارضهم في الرأي. وأضاف الحجري أن الإعلام أصبح "لا بيض و لا أسود" ولا لم يعد "يفرق"، وعلى سبيل المثال قنوات الجزيرة وقنوات الفضائية الأخرى كل منهما يعرض ما يشاء من الصورة وليست كاملة، معتبرا أن ذلك لا يتصف بالمهنية بقدر أنه أعلاما مضللا لا يعرض الصورة ويترك المشاهد هو من يقرر. اخفاء الحقيقة واتفق معه محمد عصام "موظف" وقال إن الأعلام المصري "مظلم" لأنه دائما ما يخفي الحقيقة معتبرا وقف برنامج باسم يوسف قمعا للحريات. أما وردة علي، طالبة بعين شمس أشادت في أداء بعض الإعلاميين قائلة واعتبرت أن "منى الشاذلي "حيادية في تناولها للقضايا والآراء المختلفة وتعرض وجهتي النظر. كما وصفت الإعلامي "يسري فودة" بأنه غير متحيز وينتقد الأخطاء دون تغييب أو انتماء لأيدلوجية معينة، أما جابر القرموطي فهو اقل منهما في موضوعيته وتناول للقضايا، وإن كان أفضل من زملائه من الإعلاميين في القنوات الفضائية.