قال وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، إن "الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي سيجري زيارة مرتقبة إلى أديس أبابا، خلال أسبوعين، يلتقي خلالها برئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين". وأضاف أدهانوم، في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية، اليوم الخميس، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيزور إثيوبيا وسيلتقي برئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسد النهضة الإثيوبي والقضايا الأخرى بين البلدين"، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية لم تؤكد أو تنف نبأ الزيارة حتى الساعة 11:30.. حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. كما شهدت الأشهر الأخيرة توترًا للعلاقات بين مصر وإثيوبيا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي تثور مخاوف داخل مصر بشأن احتمال تأثيره على حصتها السنوية من مياه النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حالة انهياره. وكان السيسي قد قال في خطاب له خلال حفل تنصيبه أقيم مساء الأحد الماضي بقصر القبة الرئاسي (شرقي القاهرة) "لن أسمح بأن يكون سد النهضة سببا في أزمة أو مشكلة، أو يكون عائقا، فإذا كان السد يمثل لإثيوبيا حقها في التنمية فالنيل يمثل لمصر حقها في الحياة"، مؤكدا مبدأ حل الأزمة عبر الحوار. وقال أدهانوم للوكالة الإثيوبية إن "هذا الموقف هو المبدأ الذي ظلت تنشده إثيوبيا"، مشيرا إلى أن إثيوبيا ترحب بهذا المبدأ، مضيفا أن تصريحات السيسي تعتبر نقطة تحول كبرى في الموقف المصري تجاه حل الأزمة بين البلدين. وخلال حملته الانتخابية، قال السيسي في حوار صحفي إنه "مستعد لزيارة إثيوبيا من أجل مصالح مصر المائية". ويوم الاثنين الماضي دعا وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، خلال لقائه السيسي في القاهرة، إلى زيارة أديس أبابا، فيما رحب الأخير بالدعوة، بحسب الرئاسة المصرية. وأعلن أدهانوم في الوقت نفسه عن أن إثيوبيا سترسل "وفد دبلوماسية شعبية" إلى مصر في أقرب وقت ممكن، موضحا أن هذه الخطوة "تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين المصري والإثيوبي". وقال الوزير الإثيوبي إن "الوفد يضم برلمانيين وممثلين لمؤسسات دينية ووسائل إعلام والقطاع الخاص وشخصيات أخرى". وأوضح أن هذه المبادرة تأتي في إطار الدفع بعلاقات شعبي البلدين إلى أفضل المستويات، مشيرا إلى ن الحكومة الإثيوبية اتخذت هذا القرار رغبة منها في تعزيز علاقات التعاون مع مصر. كما قال "أتوقع أن تسهم زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لمصر المرتقبة إلى مصر في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع مصر وتطويرها بما يلبي رغبة البلدين". وعقب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، في مايو/أيار 2013، أصدرت لجنة خبراء دولية تقريرًا أفاد بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات بشأن آلية بناء السد، حتى يمكن تقدير الآثار المترتبة على بنائه ثم تحديد كيفية التعامل معها، وفقا للحكومة المصرية. وتكونت اللجنة من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل منمصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود. وتم عقد عدة لقاءات تفاوضية بين الجانبين الإثيوبي والمصري شاركت فيها السودان، كان آخرها في الخامس من شهر يناير/كانون الثاني الماضي بين وزراء مياه السودان ومصر وإثيوبيا، بالعاصمة السودانية الخرطوم. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول مقترح تشكيل لجنة ثلاثية تتولى تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية الخاصة بسد النهضة، وورقة مبادئ بشأن تعزيز بناء الثقة بين الدول الثلاث بشأن بناء السد.