قال تنظيم أنصار الشريعة الليبي، إن "اللغة الوحيدة المستخدمة مع قادة عملية الكرامة هي لغة السلاح"، وذلك في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، نافياً في الوقت ذاته ما جرى تناقله حول اتفاق وقف إطلاق النار مع الأخير. وفي بيان له حصلت نشرته وكالة "الأناضول" على نسخة منه، نفى تنظيم أنصار الشريعة (جهادي متشدد) ما صرحت به لجنة إدارة الأزمة في مدينة بنغازي، بشأن التوصل إلى هذا الاتفاق، معتبراً أن ما تناقلته وسائل الإعلام حول هذا الاتفاق ب"اللعبة التي حيكت خيوطها في كواليس الظلام"، مشيراً إلى أن الحوار "لن يكون إلا مع الشرفاء ومشايخ القبائل". وكانت لجنة إدارة الأزمة (مستقلة) بمدينة بنغازي، شرقي البلاد، أعلنت في وقت سابق أمس، أنها توصلت مع "كتائب الثوار" (تابعة لرئاسة الأركان) واللواء حفتر على اتفاق لوقف إطلاق النار بالمدينة، والجلوس على مائدة الحوار، وهو ما نفاه متحدث باسم قوات حفتر وقال إنهم لن يوقفوا النار إلا يوم إجراء الانتخابات البرلمانية في ال25 من الشهر الجاري. وجاء إعلان لجنة الأزمة عن اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يصرح العقيد محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر، في وقت لاحق أنهم لن يوقفوا إطلاق النار إلا يوم 25 الشهر الجاري وهو يوم الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى "استمرار العملية العسكرية (الكرامة) دون توقف". وقال الحجازي في مداخلة هاتفية مع قناة الدولية الليبية (خاصة) نشرتها على موقعها الرسمي أمس الثلاثاء، إن " لجنة الأزمة التي أعلنت أنها توصلت معنا إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ليست لجنة مسؤولة، بل هي عبارة عن عدد من الأفراد يقومون بمساعي فقط لا غير". وأضاف "قبلنا بوقف إطلاق النار يوم 25 يونيو/ حزيران الجاري كدليل على أننا لا نسعي للسلطة وذلكموجه لمن يصفنا بالانقلابيين". ويعتبر تنظيم "أنصار الشريعة" مواليا لكتائب الثوار، وهو جماعة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية منذ أن تأسست بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. ويُعرف عن هذا التنظيم أيضاً أنه "تجمع عسكري يضم مقاتلين ثوريين شاركوا في الإطاحة بحكم القذافي تحت لواء كتيبة "راف الله السحاتي" التي انفصل عنها محمد الزهاوي الجهادي السابق بأفغانستان وعضو الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة في منتصف مايو/أيار من العام الماضي ليؤسس ما عرف ب"جماعة أنصار الشريعة". وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نجا اللواء حفتر، من محاولة اغتيال شرقي البلاد، بحسب العقيد محمد الحجازي الناطق باسم قواته، في الوقت الذي قال أحد مساعديه إن 3 من حراسه قتلوا خلال العملية التي قتل منفذها أيضا، في وقت اتهم فيه العميد صقر الجروشي، أحد المسؤولين بقوات حفتر، تنظيم أنصار الشريعة بالوقوف وراء هذا الحادث، وهو ما لم يعلن عنه التنظيم حتى اليوم. وتشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا منذ منتصف الشهر الماضي تصعيدا أمنيا بعد وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وبين "كتائب الثوار" في محاولة للسيطرة على مدينة بنغازي، ما خلف عشرات القتلى. وبينما يقول حفتر إنه يسعى إلى "تطهير بنغازي من المليشيات المتهمة بالوقوف وراء عدم استقرار الأمن في المدينة" تعتبر الحكومة الليبية أن تحركه يمثل "انقلاباً على شرعية الدولة" ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير/ شباط 2011.