قال تعالى : فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. سورة النمل عندما مر سليمان عليه السلام على وادي النمل تبسم من سماعه لقول النملة التى تتحدث فى شأنه وعن تحطيم جيش سليمان للنمل دون ان يدرك ، فأدرك حينها أن صيته قد بلغ عالم الحشرات ،وأن عالم الحشرات يعلم من هو سليمان هذا،بل ويعلم بقدر نعمة الله عليه. ربنا عز وجل أنعم على سيدنا سليمان بنعمة العلم،والملك،والنبوة تلك النعمة التى تفضل وأنعم الله بها على سليمان وأبيه عليهما أفضل الصلاة والسلام . فقال: (رب أوزعني ) أي إجعل في قلبي وازع شكر نعمتك، فلا تكلني إلى ذاتي لأداء هذا الشكر،لأنك خير من تشكر وتحمد، ووفقني ياربي إلى العمل الصالح الذي ترضاه ، ذلك العمل الذي أُخلص لوجهك،وما قُصد به إلا وجهك وحين تجعل فى قلبي وازع شكر نعمتك وتوفقني إلى العمل الصالح الذي ترضاه ،فأنت إلهي خير من تشكر وتحمد،أكون قد ألتمست محاسن الشكر والحمد غير أني لا أبلغ بذلك إلى رضاك ،فرضاك ربي أكبر من أن يبلغ ،لذلك ألتمس رحمتك فقط، بأن تدخلني فى عبادك الصالحين فتجعلني منهم لأنهم من رضيت عنهم ورضوا عنك .