فيينا: في ما يشبه المعجزة تمكن سائق "ترام" بالعاصمة النمساوية فيينا من إنقاذ جميع الركاب من حريق شب فجأة داخل الترام، وأدى لتآكل تجويفه الداخلي بأكمله، وخلفه مجرد هيكل حديدي. كان السائق قد نجح في إيقاف الترام رقم 67 الجاري في رحلة عادية منتظمة بالمنطقة العاشرة، عندما لاحظ اشتعال نيران في مؤخرته، وتقدم ألسنة اللهب لالتهامه. ورغم هول المفاجأة نجح السائق، بسرعة بديهة وشجاعة كبيرتين، في فتح الأبواب آمرا الركاب بالمسارعة إلى المغادرة والهرب بعيدا. وساعده في ذلك، كما صرح لوسائل الإعلام، حرص النمساويين عموما على الانتباه للرسائل الصوتية التي يدلي بها سائقو المركبات العامة. وهذا، مع أنها في معظم الأحيان لا تكون أكثر من اعتذار مهذب عن تأخير لا يتعدى بضع دقائق، ونادرا ما تكون لفت نظر إلى تغيير مؤقت في مسار خط من الخطوط. من جانبها بادرت شركة خطوط فيينا للمواصلات العامة، في بيان أذاعته أمس إلى اتخاذ قرار بوقف تسليم طلبية كانت قد تقدمت بها إلى شركة "سيمنز" الألمانية لاستيراد 104 ترامات جديدة من نوعية الترام الذي تعرض لحادث الحريق. وكانت الشركة ترغب في استيرادها لتحل محل الترام القديم الذي بوشر بتنفيذ خطة تقاعده. كذلك أعلنت الشركة أن كل الترامات الجديدة المستخدمة ستخضع لعمليات مراجعة هندسية دقيقة للتأكد من سلامتها. الجدير بالذكر أن الترام أو "قطار الشارع" كما يسمى في اللغة الألمانية وسيلة مهمة من وسائل المواصلات العامة في النمسا، ولا سيما في فيينا، إذ يساعد في توفير رؤية بانورامية لأهم معالم المدينة المعمارية البديعة. ويوجد في فيينا وحدها 31 خطا يجري عليها 600 ترام .