المجتمع المصري مليء بالقصص والحكايات الغريبة، والتي من فرط غرابتها قد يقف أمامها أي كاتب سيناريو محترف موقف المندهش والغير مصدق، فحكايات المجتمع المصري فاقت في غرابتها حكايات الأفلام والمسلسلات بمراحل كثيرة. ومن هذه الحكايات الغريبة حكاية "بطة"، حكاية أقرب إلى الخيال، نرويها إليكم كما وصلتنا من مصادرها، أما الحقيقة في هذه الحكاية فلا يعلمها إلا الله. يقول أهالي المنطقة التي نشأت فيها بطة أنها نشأت في عائلة تعيش تحت خط الفقر، بين أشقاء خمسة، وأب مريض يعمل بالصرف الصحي، يعاني من سيطرة زوجته الثانية وتسلطها. وكانت أولى مغامرات "بطة" أنها ألقت شباكها على ابن صاحب العمارة التي كانت تسكن في غرفة أسفلها، فتزوجها رغماً عن أسرته. و يقول "مجدى.س " الأخ الأكبر لزوج "بطة" الأول، أنها بمرور الوقت بدأت المشاكل بينها وبين أسرة إلى أن تجرأت وتعدت على حماتها بالضرب، فقام زوجها بتطليقها بعد أن طرده أهله من المنزل، ليقدمها قرباناً من أجل العودة مرة أخرى لأحضانهم. و أضاف "مجدى" وبحث أخي طليق بطة عن زوجة جديدة، وبمجرد أن علمت بطة بذلك قامت بتدبير مكيدة له ووضعت له "أفيون" بإحدى سجائره، ليتوفى مباشرة بعد تناولها، لكن لم تثبت إدانتها في التحقيق بعد أن اتهمتها الأسرة كلها بقتله. ويكمل مجدي الحكاية "وبعدما تخلصت من زوجها، بدأت "بطة" مشوارها الإجرامي حيث كانت تأخذ المراهقات وتقوم بتشغيلهن معها في الدعارة بجانب ترويجها المخدرات و توزيعها على الشباب". وأضاف " بعد قتل بطة لزوجها تزوجت من ثلاثة آخرين الأول توفاه الله، والثاني تم القبض عليه أثناء بيعه للمخدرات، أما الثالث فقد كان يعمل بوظيفة مرموقة ولديه أسرة وأولاد ولكنه ما إن تعرف علي هذه "الغاوية" حتى أحبها وأدمن المخدرات وفقد كل شئ، عمله ومستقبله وأسرته، وانتهى به المطاف إلى أن أصبح تاجر مخدرات يساعدها في عملها. وأكد "مجدي" أن لبطة دور في أحداث الاتحادية التي وقعت في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث أنها والعهدة على الرواي كانت تقوم بتوزيع المخدرات بالتعاون مع رجالها على البلطجية المشاركين في الأحداث. وقال أيضاً أنها سرقت الكثير من "الموبايلات" وأجهزة "اللاب توب" الخاصة بقتلى فض اعتصام رابعة العدوية في منصف شهر أغسطس من العام الماضي. مؤكداً أنها قامت باستئجار العديد من البلطجية وأطفال الشوارع ليجمعوا محتويات قتلى الاعتصام ونقلها خارج مدينة نصر لتحملها سيارة نقل لمنزلها. ولأن كل الحكايات الإجرامية لابد لها من نهاية تتوافق مع بدايتها، فكانت نهاية "بطة" الطبيعية خلف الأسوار، فقد تم القبض عليها بتهمة سرقة الأجهزة من اعتصام رابعة العدوية و تعاطيها المخدرات ومقاومة السلطات، حيث قامت الشرطة بضبط "بطة" وبحوزتها الأجهزة المسروقة من رابعة في منزلها. هذه هي حكاية "بطة"، لانعلم إذا كانت حقيقية بالكامل، أم أنها كالأساطير القديمة، أضاف إليها كل راوٍ تفاصيل جديدة قبل أن يرويها لغيره، لكن المشكلة ليست في صحة الحكاية من عدمها، المشكلة أن قصة بطة مستمرة، بأشخاص جديدة لكن السيناريو يكاد يكون واحداً، فجميع الشخصيات في الأعم الأغلب يكونون ضحايا لمجتمع يحتاج اليوم قبل الغد إلى إعادة تدوير قيمه وعاداته المجتمعية والأخلاقية.