المكر والخديعة والغدر: روى الحاكم وصححه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المكر والخديعة والخيانة في النار»، وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر عدم الوفاء بالعهد قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره ". ومن الكبائر: عدم الوفاء بالنذر، قال الله سبحانه: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ . المنان: المنان هو الذي يُعطي شيئا أو يتصدق به ثم يمن به ولو على أهل بيته، روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرارا، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: «المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب». التكذيب بالقدر: روى أحمد بسند حسن عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على عبادة، وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حقَّ حقيقةِ العلمِ بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قال: قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر من شره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار. التجسس روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنُك يوم القيامة » والآنك: الرصاص المذاب. الغِيبة: الغِيبة هي ذِكْر الإنسان بما يكره مما هو فيه، قال الله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾، وقال: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ . والبهتان أشدّ من الغيبة، وهو ذِكْر الإنسان بما يكره مما ليس فيه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته». النميمة: النميمة هي نقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم، ثبت في الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنة نمام». السب واللعن: روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وفي الصحيحين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لعن المؤمن كقتله". ومن ذلك: أن يلعن الرجل والديه، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه». ومن أعظم السب: سب الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأن الله أمرنا أن نستغفر لهم ذنوبهم فلا معصوم إلا الأنبياء قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ ، وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه»، وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار»، وروى أحمد في مسنده بسند صحيح عن أنس بن مالك عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض، وسبق ذلك من الله تعالى كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل ". اتباع الهوى الهوى هو ميل النّفس إلى الشّهوة، قال الله تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ ، وروى الطبراني في المعجم الأوسط وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه". ومن ذلك: ترك السنة واتباع البدع، روى أبو داود وصححه الألباني عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» تصوير ذوات الأرواح بالنحت والرسم: روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الذين يصنعون الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم "، وفي الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، وقد سترت بقِرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هتكه وقال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»، وفي صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور، فأفتني فيها، فقال له: ادن مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كل مصور في النار، يجعل له، بكل صورة صورها، نفسا فتعذبه في جهنم» وقال: إن كنت لا بد فاعلا، فاصنع الشجر وما لا نفس له.