اهتمت صحيفة "ديلي بيست"، بالانتخابات الرئاسية المصرية التي بدأت اليوم الإثنين وستنتهي غدًا، قائلا: إن المصريين يذهبون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرجل الأقوى والقادر على إدارة البلاد في الوقت الحالي – حسبما وصفته الصحيفة. وأضافت الصحيفة الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني، إن فوز المشير عبد الفتاح السيسي أصبح أمرا مفروغا منه ولكن الانتقادات الشاسعة التي يتعرض لها المشير والجدل المثار حوله جعل الساسة يتأهبون لمعرفة ما يدور في بال الولاياتالمتحدة وكيف تخطط لعلاقتها مع مصر مستقبلا. وأشارت الصحيفة تدليلا على ما تقول إلى رأي أحد سفراء الولاياتالمتحدة في مصر خلال الفترة التي سبقت حرب الخليج والذي قال: "لقد أتيحت لي الفرصة أن أرى ما تشكله مصر للولايات المتحدة التي تراها من أهم الدول الشريكة التي تدافع عن مصالح الإدارة الأمريكية الأمنية في المنطقة كما تُسهم في تحقيق استقرار الثانية في منطقة الشرق الأوسط بأكمله". وتابع السفير: "خلال الفترة المتوترة التي شهدت مباحثات تحرير الكويت مثلا، شاركت مصر كرابع أكبر قوة من قوات التحالف الدولي، كما تدفقت العديد من الطائرات الأمريكية بالإضافة إلى طائرات القوى المتحالفة عبر المطارات المصرية والمجال الجوي المصري وفوق قناة السويس وكل هذا الأمر بالتعاون مع الحكومة المصرية". وقال السفير السابق: "لقد شكلت مصر المحرك الرئيسي والأول للقوى العربية التي دافعت عن الكويت، الأمر الذي اعتبرته الإدارة الأمريكية مساهمة حقيقية في تعزيز الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة". وأكد السفير أن التعاون المصري الأمريكي خلال أزمة الكويت كان نتاجا بديهيا للعلاقة التي ربطت بين البلدين والتي بدأت منذ عام 1973 أي ما بعد حرب أكتوبر بين إسرائيل ومصر. وذكر أن هذا التعاون كان عاملا حيويا لزيادة النفوذ السوفيتي داخل مصر والمنطقة خلال الحرب الباردة، كما أن التعاون بين مصر الولاياتالمتحدة هو الذي دفع إلى السلام بين مصر وإسرائيل الذي استمر إلى ما يقرب من 30 عام حتى الآن. في نفس السياق، قالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة لم تكن لتتدخل في العراق وأفغانستان لولا التعاون مع مصر ومساعدتها على تحقيق هذا الأمر. وحذرت الصحيفة من أن العلاقة مع مصر الآن بدأت تأخذ منعطفا آخرا، الأمر الذي قد يحتاج لعقود من الإصلاح إذا توتر الأمر. وأكد السفير، بعد متابعته للأوضاع في مصر عن قرب أن البلاد قادرة على التغلب على الصعاب الحالية، كما أنه مقتنع بأن مصر سوف تعمل على التحديات الحالية للتوصل لبلد ديمقراطي ناجح. وقال السفير إن الولاياتالمتحدة لم تستوعب حتى الآن مصر الجديدة التي من شأنها أن تعزز التواجد الإستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة بشكل أكبر. ورأى السفير أن إدارة العلاقة مع مصر في المستقبل أمر مهم جدا بالنسبة لمستقبل الولاياتالمتحدة في المنطقة بأكملها، الأمر الذي يعتمد على مهارة الدبلوماسيين والسياسيين في أمريكا. وفي النهاية شدد السفير على ضرورة أن يقوم مسئولو الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس بالنظر بعناية لمسألة تقديم المساعدة لمصر في المستقبل، مشيرا إلى ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تقديم بعض المعدات العسكرية إلى مصر مؤخرا، أيضا تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية على أساس متبادل للحصول على المصالح الإستراتيجية بالنسبة لأمريكا.