أطلق سياسيون مصريون معارضون للسلطات الحالية مبادرة لتوحيد "قوى الثورة" ضد ما أسموه ب "شبكات الاستبداد ومؤسسات الفساد"، ومن أجل استرداد مسار الديمقراطية والإرادة الشعبية الحقيقية، وتعد هذه المبادرة الثانية من نوعها خلال أقل من شهر. وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم، بمنزل السفير إبراهيم يسري، رئيس جبهة الضمير المعارضة، في القاهرة، دعا هؤلاء السياسيون في إطار المبادرة ذاتها إلى تأسيس أمانة وطنية للحوار والتنسيق تعمل على التواصل مع القوى الوطنية والثورية والمجتمعية، على أن تمثل في هذه الأمانة كافة التيارات والشخصيات المستقلة، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناظول. ووقع علي بيان المبادرة بالإضافة إلي يسري، كل من سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والشاعر عبد الرحمن يوسف، أحد شباب ثورة 25 يناير الثاني. كما تضمنت المبادرة، حسب البيان، دعوة إلى تأسيس هيئة للقيام بصياغة مشروع ميثاق شرف وطني وأخلاقي؛ لضبط العلاقات فيما بين القوى الوطنية وبعضها البعض، وكذلك في علاقاتها وخطاباتها مع عموم الشعب المصري العظيم. وأوضح البيان أن مهمة هذه الهيئة تتمثل في صياغة مشروع إعلان مبادئ جامع، يكون محل اتفاق جميع القوى السياسية والثورية الوطنية، ويقوم على دراسة وافية لكافة البيانات والمبادرات التي صدرت عن مختلف القوى، والوقوف على مساحات الاتفاق في إطار حوار ممتد ومتجدد بين هذه القوى. ودعا إلى أن يتم ذلك في إطار مبدأ أساسي، هو ضرورة العمل الجاد على استعادة شبكتي العلاقات والتواصل، بين قوى الثورة وبعضها البعض، وفيما بينها جميعا، وبين قطاعات الشعب المخلصة لثورتها والواثقة في انتصارها في نهاية المطاف. وقال إن قوى الثورة والوطن في مصر اليوم، تُجمع على أن ما يجري في ربوع الوطن إنما هو استعادة بائسة وقبيحة لمنظومة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بما قامت عليه من الاستبداد والفساد، وبأبشع صورة ممكنة من بروز الدولة البوليسية القمعية، وبما يطال الجميع ولا يستثني إلا ما سار في ركاب المنظومة الانقلابية"، حسب البيان. ودعا البيان قوى ثورة يناير إلى "ضرورة الاصطفاف صفا واحدا لاستعادة ثورة 25 يناير والمسار الديمقراطي، في مواجهة منظومة الثورة المضادة والاستبداد والقمع، والعمل لتجديد روح وقوة ثورة يناير المباركة التي تعد عملا مفصليا، ونقطة تحول كبرى في تاريخنا المعاصر". وأشار إلى أن هذا الاصطفاف ضرورة وطنية وواجب الوقت، وشرف يجب أن يقوم له وعليه وبه كل مصري وطني مخلص لهذا البلد، وهدف لن نتوانى عن نصرته وتحقيقه على أرض الواقع. كانت شخصيات مصرية معارضة للسلطات الحالية، أصدرت في العاصمة البلجيكية بروكسيل، منذ أسبوعين، "إعلان مبادئ"، تحت عنوان: "من أجل استرداد ثورة يناير الثاني، واستعادة المسار الديمقراطي"، نص على "الإيمان بمبادئ ثورة 25 يناير وأهدافها". وأطاحت ثورة 25 يناير 2011 بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في الحكم.