أقيم ظهر اليوم في مسقط عاصمة سلطنة عمان حفل تكريم للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بمناسبة منحه جائزة "رجل التراث العربي لعام 2014" من المركز العربي للإعلام السياحي. وترأس الحفل وزير السياحة العماني السيد أحمد بن ناصر المحرزي، بحضور وزير السياحة السوداني، ووكيل أول وزارة الإعلام المصري، ورئيس مجلس إدارة المركز العربي للإعلام السياحي، وعدد من المسؤولين العمانيين، وشخصيات سياسية وثقافية وإعلامية. وألقى الدكتور عبد العزيز التويجري في هذا الحفل، كلمة شكر فيها الجهة التي اختارته رجل التراث العربي لعام 2014، وقال : « إن هذا التكريم بقدر ما يسعدني ويشرّفني، فإنه تعبيرٌ من هذه المؤسسة الناجحة عن تقديرها للرسالة الحضارية التي تنهض بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، من أجل خدمة الأمة الإسلامية في هذه المجالات الحيوية، والإسهام مع العاملين المخلصين في ميادين العمل الإسلامي المشترك، في بناء المستقبل الآمن المزدهر للعالم الإسلامي». واستطرد قائلا ً : « لما شرَّفني المركز العربي للإعلام السياحي باختياري (رجل التراث العربي لعام 2014)، اعتبرت هذا الاختيار شهادة ً مهمّة تضاف إلى رصيد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة؛ لأن من اختصاصات هذه المنظمة العمل على حماية التراث المادي واللامادي في دول العالم الإسلامي، والسعي من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الحضاري الذي هو خاصية ٌ من خصائصَ الحضارة الإسلامية». فيما أشار إلى أنه مع تراكم الخبرات التي اكتسبتها الإيسيسكو في هذا المجال المهمّ، ومع تزايد الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع الحيويّ، انصرفت الجهود في المنظمة نحو إنشاء (لجنة التراث في العالم الإسلامي) متخصصة في قضايا التراث الحضاري الإسلامي والعناية به، بقرار من المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة، المنعقد في طرابلس سنة 2007. وذكر أن التراثَ الحضاريَّ الإسلاميَّ بات مهددًا في عدد من الدول الأعضاء في الإيسيسكو التي تتعرض لحروب واضطرابات، وفي القدس الشريف، وفي غيرها من المدن الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي قال إنه دفع بالإيسيسكو إلى الاهتمام بحماية الآثار والمعالم الإسلامية في فلسطين، وفي غيرها من الدول الأعضاء التي تتعرض فيها الثروة الآثارية للأخطار، فأنشأت (لجنة الإيسيسكو لخبراء الآثار) تنفيذا ً لقرار صادر عن مؤتمر القمة الإسلامي العاشر المنعقد في كوالالمبور سنة 2003. وأعلن الدكتور عبد العزيز التويجري أن التراث ليس هو الأثر الموروث الذي تقادمت عليه العصور فحسب. وإنما التراث حيٌّ فينا نابضٌ بالحياة. وقال : « نحن حينما نتعامل مع تراثنا الحضاري الفكري والثقافي والمعماري، لا نرجع إلى الماضي، ولكننا نصبو نحو المستقبل؛ لأن التراث هو الماضي المؤثّر في الحاضر وفي المستقبل». كما أضاف إن اهتمامنا بالتراث العربي الإسلامي، ومن خلال هذا المنظور، ومن الوجوه كافة، وعلى التعدّد في مجالاته والتنوّع في مظاهره، يهدف في الأساس إلى توظيف هذا التراث في حياتنا المعاصرة، وإلى حسن استثماره ثقافيًا وعلميًا وفنيًا في بناء الحضارة، وفي صناعة المستقبل. وقال المدير العام للإيسيسكو : « إن المرحلة الحالية التي تمرّ بها الأمة العربية الإسلامية، بما يكتنفها من مخاطرَ وتضطرب به من تحوّلات، تدعونا إلى الاستمداد من تراثنا المجيد القيمَ الإنسانية السامية، وإلى استلهام روح هذا التراث الخالد فيما نحن منشغلونَ به من تجديدٍ للبناء الحضاري، ومن تطوير ٍ لحياتنا على جميع المستويات، حتى نكون في مستوى العطاء الغني الذي قدمته الحضارة الإسلامية للإنسانية جمعاء، وأن نعمل بقوة على حماية هذا التراث وحفظه والتعريف به، لأنه تراثٌ حضاريٌّ لنا وللإنسانية جمعاء».