اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز"، بقضية الطالب المصري عبد الله عاصم الشهير ب"المخترع الصغير"، مشيرة إلى أنه تم الاحتفال به في جميع أنحاء مصر وكان آخر إنجاز له رحلة إلى الولاياتالمتحدة لإظهار بحثه الأصلي في معرض "إنتل" الدولي للعلوم والهندسة. وقالت الصحيفة المريكية، عبر موقعها الإلكتروني، إن المعرض يضم ألف طالب آخرين من مختلف أنحاء العالم، حيث قدم المخترع الصغير مشروعه لمساعدة المرضى المصابين بشلل نصفي باستخدام أجهزة الكمبيوتر، واستمع إلى محاضرات من الحائزين على جائزة نوبل، وكان ذلك أول فرصة له لتذوق الثقافة الأميركية، مع عشاء ورحلة ليونيفرسال ستوديوز. وأضافت الصحيفة "عاصم" الذي يبلغ من العمر 17 عاما يختفي ويرفض العودة إلى مصر، مشيرة إلى أنه في الأسابيع التي سبقت مجيئه إلى واشنطن، ألقي القبض عليه بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة بتهمة المشاركة في احتجاجات غير قانونية ضد الحكومة المدعومة من الجيش وحرق سيارة للشرطة فيما أكد المحامون أنه نفي الاتهامات وأنه كان يشتري إلكترونيات، مع ذلك تم سجنه لمدة أسبوع، ومنعه من السفر إلى "لوس انجلوس". وذكرت الصحيفة أن أنصاره يقولون إنه يسعى للجوء، وإذا عاد سيواجه المحاكمة والسجن كما أن الأوصياء المصريون على رحلته صادروا جواز سفره. وقال المحامون ربما كان "عاصم" مستهدفا بسبب انتقاده على وسائل الإعلام الاجتماعية لاستيلاء الجيش على السلطة في الصيف الماضي نافيا مشاركته في الاحتجاجات. وكان "عاصم"، قال على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إنه ليس لديه أي ميل سياسي في الوقت الراهن وأضاف أنه يرفض تماما الدم، وضد المجازر التي وقعت في مصر خلال الفترة الماضية مثل أي شخص يحترم الإنسانية. وتابعت الصحيفة أن موضوع فرار "عاصم" بسرعة انتشر بين مؤيدي الحكومة الجديدة ويرى النقاد أنها تذكرة مذلة من هجرة الأدمغة التي عانت في مصر تحت ستة عقود من الاستبداد. أما بالنسبة للولايات المتحدة، ترى الصحيفة إنه يمكن أن يشكل قرارا حساسا إضافة لعلاقاتها المتوترة مع القاهرة، أو المخاطرة بغضب المدافعين عن حقوق الإنسان بإرساله إلى السجن المصري الوحشي، حسب قولها. وقال عاصم في مقابلة مع شبكة الجزيرة، إنه إذا عاد إلى مصر سوف ينتهي مستقبله في السجن، حيث تم تهديده بالاعتقال مضيفا "إذ تم سجني في مصر، لن يكون لي أي حقوق وسيتم معاملتي بأسلوب غير إنساني". ونوهت الصحيفة إلى أن أعداد المصريين الذين تم منحهم حق اللجوء في الولاياتالمتحدة ارتفع مشيرة إلى أنه في عام 2012، عندما واصلت مصر التحول من الحكم العسكري إلى حكومة منتخبة، وصل العدد إلى 2500 ارتفاعا من 752 في عام 2011، وفقا لوزارة الأمن الداخلي. وأكدت الصحيفة أن عدد من النجوم الفكرية في مصر أبدوا مخاوفهم مع الحكومة الحالية لافتة إلى أن في هذا العام، غادر عماد شاهين، وهو عالم سياسي يحظى بالاحترام على الصعيد الدولي، مصر قبل رفع دعاوى تتهمه بالتجسس ومنذ يناير الماضي أصبح أحد علماء السياسة العامة في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في واشنطن. وقال شاهين في حوار هاتفي مع الصحيفة أمس الأربعاء، إن هناك نقص في التسامح مع أي نوع من المعارضة وهذا يبين عشوائية سياسة القمع التي يتبعها النظام. وأضاف "هناك شعور عميق بين العديد من العلماء أن هذا النظام يخنق ويقتل مهاراتهم ومواهبهم، في سياق أكبر من استهداف كثير من الشباب المصريين". وأوضح العديد من الخبراء القانونيين أنه من المرجح أن يتم الاستجابة لنداء عاصم باللجوء بغض النظر عن الآثار السياسية. من جانبه، قال خالد أبو الفضل، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، إن الهجرة من مصر تعطي دليلا على أن محنة عاصم شائعة على نحو متزايد.