أعلنت الحكومة المالية عن حداد، يبدأ غدا الجمعة ويستمر 3 أيام، على أرواح مدنيين وعناصر من الجيش المالي، سقطوا خلال مواجهات السبت الماضي، بين الجيش المالي وعناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وجاء الإعلان إثر الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، التي انعقدت مساء الأربعاء، بالقصر الرئاسي، حسب النشرة المسائية للتلفزيون المالي. وعلي خلفية زيارة الوزير الأول (رئيس وزراء)، موسى مارا، إلى كيدال، اندلعت السبت الماضي مواجهات بين الجيش المالي و"الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، لقي فيها 36 شخصا حتفهم، هم: 8 جنود من الجيش، و28 من مقاتلي الطوارق، فضلا عن اختطاف الحركة أكثر من 30 مسؤولا محلّيا، قبل إطلاق سراحهم لاحقا. ووصل رئيس وزراء مالي، السبت، إلى كيدال، بعد أن تأجّلت زيارته لعدة ساعات؛ جراء تبادل لإطلاق النار بين الجيش المالي وعناصر من "الحركة الوطنية لتحرير أزواد". وترفض هذه الحركة المتمردة زيارة أي مسؤول مالي للمناطق الخاضعة لسيطرتها، وتشترط أولا قيام السلطات المالية بالإفراج عن من تقول إنهم "أسرى أزواديين" في السجون المالية تم اعتقالهم في مواجهات مسلحة خلال العامين الماضيين. واندلعت، صباح الأربعاء معارك حادة باستخدام الأسلحة الثقيلة في كيدال بين الجيش المالي من جهة ومقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية الأزوادية من جهة أخرى، بحسب ما صرح به لوكالة الأناضول مصدر عسكري مالي. وشنّ الجيش المالي، صبيحة ذات اليوم حملة لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية التي تسيطر عليها المجموعات المسلّحة. وسيطرت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، السبت الماضي، على مقرّ محافظة كيدال والفرع المحلّي للإذاعة الوطنية المالية بالمدينة، وفقا لشهادات سكانها للأناضول. وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، وأطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في كيدال. وبعده تنازعت الحركة الوطنية لتحرير أزواد مع كل من حركة التوحيد والجهاد، وحليفتها حركة أنصار الدين، السيطرة على مناطق شمالي البلاد. وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال، وتمبكتو، وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير 2013. ولا تزال هذه العملية العسكرية جارية، وقد تمكّنت من منع تقدّم الحركات المسلّحة نحو مدينة "كونا" (وسط)، بعد طردها من المدن الكبرى في الشمال، غير أنّ ذلك لم يمنع تواصل نشاطها في مناطق عديدة أخرى بالشمال الغربي من البلد الأفريقي.