دعت الجزائر، اليوم الأربعاء، أطراف الأزمة في شمال مالي إلى التهدئة وضبط النفس، بعد تجدد المواجهات بين الجيش النظامي والمتمردين الطوارق في مدينة كيدال شمالي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قوله إن "الجزائر تدعو إلى التهدئة وضبط النفس وتحث كل الأطراف على تفادي أي عمل من شأنه أن يغذي تصاعد التوتر والعنف". وتابع لعمامرة: "الجزائر تدين على وجه الخصوص الموت غير المبرر لعدة إطارات (مسئولين) في الدولة المالية، في ظروف تستوجب توضيحا طبقا للقوانين السارية المفعول". ومضى قائلا إن بلاده "تتأسف لتصاعد العنف" الذي خلف العديد من القتلى والجرحى ولا تدخر أي جهد من أجل المساهمة في ايجاد حل سياسي عادل ودائم لمشاكل شمال مالي". وأبدى وزير الخارجية الجزائري استعداد بلاده لتقديم مساهمتها في إعطاء دفع لمسارات المشاورات بين الحركات المالية تحضيرا لإطلاق حوار شامل بين الماليين على التراب المالي. وشرعت الجزائر قبل أسابيع في وساطة بين السلطات المالية والمتمردين الطوارق في الشمال، وذلك قبل أن تندلع مواجهات في كيدال. وعلي خلفية زيارة الوزير الأول (رئيس وزراء)، موسى مارا، إلى كيدال، اندلعت السبت الماضي مواجهات بين الجيش المالي و"الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، لقي فيها 36 شخصا حتفهم، هم: 8 جنود من الجيش، و28 من مقاتلي الطوارق، فضلا عن اختطاف الحركة أكثر من 30 مسؤولا محلّيا، قبل إطلاق سراحهم لاحقا. وتواصلت، صبيحة اليوم الأربعاء، المعارك بين الطرفين في مدينة كيدال في أعقاب عملية عسكرية أطلقها الجيش المالي لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية المحتلة من قبل "الحركة الوطنية لتحرير أزواد".