قنديل يشن هجوما لاذعاً على النظام بحفل توقيع كتابيه محيط – السيد حامد القاهرة: شن الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل هجوما حادا على النظام المصري متهما إياه بمساندة المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب الشعب المصري، جاء ذلك في حفل توقيع كتابيه "الرئيس البديل" و "نهاية إسرائيل " بنقابة الصحفيين أول أمس الخميس. قدم لحفل التوقيع كل من محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بالنقابة, والكاتب علاء الأسواني الذي أبدى اتفاقه مع الرؤية التي يطرحها الكتابان، امتدح ما قدمه قنديل للصحافة وللمعارضة المصرية، معتبرا أنه أصبح رمزا للثقافة والعمل الوطني. واعتبر الأسواني أن عبدالحليم قنديل لعب دورا كبيرا في تحريك الفكر والمشاعر نحو مصر التي ينبغي أن تكون وليس مصر التي تراد لنا, وأنه كان له الفضل في رفع سقف الكتابة السياسية في مصر؛ فهو أول من قدم نقدا موضوعيا لسياسة الرئيس مبارك، وبذلك أعطى لجيله نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه الكاتب، مؤكدا أن قنديل دفع ثمن جرأته باهظا وقد كان يصور كيف يعيش المصريون في بلدهم وكأنهم غرباء. كما تذكر الأسواني حادثة اختطاف قنديل وكيف أنها لم تنل من صلابته, بل إن هذه الواقعة عكست حجم التفاف الناس حول الكاتب الذي يدافع عنهم، وهو ما ينفي مقولة أن هذا الشعب استكان ولا يهتم إلا بطعامه وشرابه. وقال الأسواني : عبد الحليم حاربته جهات مسئولة في رزقه؛ حيث كان يكتب في صحيفة "العربي الناصري" دون أن يتقاضى راتبا, وفي نفس الوقت يكتب في جريدة قطرية, فألمح مسئول مصري إلى قطر أن كتابة قنديل في الصحيفة يعد عملا "غير ودي". من اليمين: الأسواني، قنديل وعبدالقدوس أما الكاتب عبدالحليم قنديل وهو المنسق العام لحركة "كفاية" المعارضة، فقد شن هجوما على النظام الحاكم, قائلا بكلمته خلال حفل توقيع الكتابين أنه عمل في الصحافة المصرية لمدة ثلاثة عقود انتهت بقرار من أمن الدولة بمنعه من الكتابة في أي صحيفة, معتبرا أنه استفاد من القرار فبحسبه لأن الناس حينها يسألونك لماذا لا تكتب؟. وعن موضوع الكتابين قال عبد الحليم أننا "لسنا بصدد كتابين بل بصدد كتاب واحد؛ فنهاية إسرائيل ستكون مع نهاية النظام المصري", وعن مقاومة إسرائيل قال: أثبتت المقاومة بالسلاح في العقود الثلاثة الأخيرة أنها هي أفضل سلاح عرفه العرب في الصراع العربي – الإسرائيلي . متابعا: هذه المقاومة التي نشأت بثقافة الاستشهاد هي أعلي دراما الصراع والصدام بين أعلى قيمة تكنولوجية امتلكتها أمريكا وإسرائيل وأعلي قيمة إنسانية وروحية تمتلكها المقاومة, وقد أثبتت قدرتها على الثبات, ثم أخذت تلك القيمة الإنسانية تجدد نفسها وتتبنى تكنولوجيا خاصة بها أثبتت جدارتها في حروب 2006 و 2008 , وأصبح حساب السلاح وتوازن السلاح على الهامش فيما أصبح حساب الروح هو الأساس, وهذا ما ستكون عليه وبه نهاية إسرائيل . ثم تحدث قنديل عن الأوضاع الداخلية في مصر قائلا : مبارك لا يجلس على كرسي الحكم بإرادة الشعب المصري, ويجب أن ندرك أن الوجه الأكثر سوءا للنظام الحاكم ليس في استبداده وليس في النهب العام, بل أيضا في كونه تابعا لأمريكا وإسرائيل، ملمحا إلى ما أسماه القاعدة الذهبية التي يرى أن النظام يعمل بها وهي "ادفع في حساب إسرائيل تكسب رضا الباب العالي في واشنطن". ومن أمثلة ذلك - بحسب الكاتب- الإفراج عن الجاسوس عزام عزام, وعقد اتفاقية الكويز , وإرسال سفير مصري إلي إسرائيل بعد سحبه إثر الانتفاضة الثانية, وإرسال سفير مصري إلي العراق تحت الاحتلال الأمريكي, وتوقيع اتفاقية الغاز الطبيعي مع إسرائيل، سعي النظام أيضا إلى مهادنة إسرائيل حينما افتعل قضية حزب الله, وحينما أغلق معبر رفح ما ساهم بخنق الفلسطينيين. وأضاف قنديل: حينما نتحدث عن الرئيس الجديد, سواء كان على هيئة جنرال عسكري أو على هيئة البرادعي , يجب أن ندرك أننا نمر بحالة تفكك في الدولة، حتى أن النظام حشد آلاف العساكر لقمع التظاهرات وليس للتصدي لإسرائيل على خطوط الجبهة، وهو انعكاس لحالة الطواريء. كما أشار إلى أن مصر كانت تتساوى مع كوريا في النفوذ الدولي والآن لم يعد لها أي حجم يذكر، داعيا المصريين إلى مقاومة سلمية للنظام وتأكيد وعيهم بأن كافة الانتخابات التي جرت في مصر في الآونة الأخيرة غير نزيهة بالمرة، قائلا بأن النظام الحالي لن تجدي معه أي محاولات إصلاح. في النهاية أهدى قنديل كتابه إلي شخصين: الأول "خالد سعيد" قائلا أنه لم يكن في حياته شريكا في قضية وطنية والمفارقة أنه بعد موته أصبح في صلب القضية الوطنية, والشخص الثاني هو السجين "مجدي حسين" المتهم بالتسلل إلي غزة .