العربية: إلغاء مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية    محافظ المنوفية يترأس اجتماعا موسعا لمناقشة موقف مشروعات الخطة الاستثمارية    رئيس الوزراء يُتابع جهود تنفيذ إجراءات خفض الانبعاثات والتحول الأخضر المُستدام    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 بمنتصف التعاملات بالبنوك    استقلا الوحش.. نتنياهو وزوجته يخترقان بروتوكول زيارة ترامب "فيديو"    كلمة ترامب أمام الكنيست: حان الوقت لتترجم إسرائيل انتصاراتها إلى السلام    "من أنت".. ترامب يهاجم مراسلة بولتيكو ويتهم الصحيفة بنشر أخبار كاذبة    «حسام زكي»: الموقف المصري كان له بالغ الأثر في تغيير دفة الحوار السياسي    وزير الرياضة يلتقي إنفانتينو على هامش مؤتمر السلام بشرم الشيخ    تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعتذر رسميا عن المشاركة فى البطولة العربية لسيدات الطائرة    إصابة 8 أشخاص فى حادث تصادم بالطريق الزراعى فى البحيرة    محافظ قنا يوجه بتقديم كافة الرعاية الطبية لمصابى حادث أتوبيس الألومنيوم    ضبط متهم تحرش بعاملة داخل صيدلية في سوهاج بعد انتشار فيديو فاضح.. فيديو    تموين الفيوم تلاحق المخالفين وتضبط عشرات القضايا التموينية.. صور    الرئيس الأمريكى ترامب يلقى خطابا أمام الكنيست وسط تحية كبيرة من الحضور    مسلسل لينك الحلقة 2.. تحالف غير متوقع بين بكر وأسما لكشف سرقة أموالهما    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    فحص 1256 مواطنا وإحالة 10 مرضى لاستكمال الفحوصات بقافلة طبية فى مطوبس    وكيل صحة سوهاج فى زيارة مستشفى جرجا : لا تهاون مع أى تقصير فى خدمة المواطن    هل يمكن حصول السيدات الحوامل على لقاح الأنفلونزا ؟ فاكسيرا تجيب    شراكة بين أورنچ مصر وسامسونج إلكترونيكس لتجربة الأجهزة المتعددة المدعومة بالذكاء الاصطناعي    تشكيل منتخب فرنسا المتوقع أمام آيسلندا في تصفيات كأس العالم 2026    بتواجد أبو جريشة.. الكشف عن الجهاز الفني المساعد ل عماد النحاس في الزوراء العراقي    ب 35 لجنة.. بدء التسجيل ب «عمومية أصحاب الجياد» في الإسكندرية    اليوم.. بدء استيفاء نموذج الطلب الإلكتروني للمواطنين المخاطبين بقانون «الإيجار القديم» (تفاصيل)    الغرف السياحية: قمة شرم الشيخ السلام رسالة قوية للعالم بالريادة المصرية    ارتفاع أسعار النفط مع بوادر تراجع حدة التوتر التجاري بين الصين وأمريكا    جامعة بنها: فحص 4705 شكاوى بالمنظومة الموحدة.. تفعيل نقطة اتصال جديدة لخدمة المواطنين    بالفيديو.. الأرصاد: فصل الخريف بدأ رسميا والأجواء مازالت حارة    حجز محاكمة معتز مطر ومحمد ناصر و8 أخرين ب " الحصار والقصف العشوائي " للنطق بالحكم    إخماد ذاتي لحريق داخل محطة كهرباء ببولاق دون وقوع إصابات    لحضور أولى جلسات الاستئناف.. وصول أسرة المتهم الثاني في قضية الدارك ويب لمحكمة جنايات شبرا    إعلان أسماء مرشحي القائمة الوطنية بانتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظة الفيوم    وزيرا ري مصر والأردن يفتتحان الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    وزير السياحة يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية    مبيعرفوش يمسكوا لسانهم.. أبراج تفتش الأسرار في أوقات غير مناسبة    أحمد فهمي الأعلى مشاهدة ب «ابن النادي»    بورسعيد أرض المواهب.. إطلاق مسابقة فنية لاكتشاف المبدعين    الليلة بمسرح السامر.. قصور الثقافة تطلق ملتقى شباب المخرجين في دورته الرابعة    آداب القاهرة تحتفل بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية    بعد منحها ل«ترامب».. جنازة عسكرية من مزايا الحصول على قلادة النيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    أوقاف السويس تبدأ أسبوعها الثقافي بندوة حول المحافظة البيئة    هل الغسل يغني عن الوضوء؟ أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي بالتفصيل    محمد رمضان يوجّه رسالة تهنئة ل«لارا ترامب» في عيد ميلادها    "هتفضل عايش في قلوبنا".. ريهام حجاج تنعى الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي    مصادر تكشف مصير 4 أعضاء ب«النواب» تم تعيينهم في «الشيوخ»    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    مباحثات مصرية - ألمانية لتعزيز التعاون وفرص الاستثمار في القطاع الصحي    نتنياهو يصف الإفراج المتوقع عن الرهائن بأنه حدث تاريخي    هل يجوز الدعاء للميت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح    تحرك عاجل من نقابة المعلمين بعد واقعة تعدي ولي أمر على مدرسين في أسيوط    فاروق جعفر: هدفنا الوصول إلى كأس العالم ونسعى لإعداد قوي للمرحلة المقبلة    عراقجي: إيران لن تحضر القمة في مصر بشأن غزة.. ما السبب؟    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    صلاح وزوجته يحتفلان بالتأهل في أرضية ستاد القاهرة    البطاقة 21.. غانا تتأهل لكأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ياسمين" العبرية.. لماذا أثارت عاصفة نقدية؟
نشر في محيط يوم 06 - 07 - 2008


حسين سراج: ترجمتي للروايات العبرية ليست تطبيعاً


محيط - أحمد إسماعيل علي
أثارت رواية ( ياسمين) العبرية للكاتب الإسرائيلي إيلي عمير العديد من التحفظات بعد أن ترجمها الكاتب الصحفي حسين سراج محرر الشؤون الإسرائيلية و نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر، ووزعتها وكالتا الأهرام والجمهورية للصحافة، معتبرين ذلك تطبيعًا مرفوضًا في ظل الاحتلال والانتهكات الإسرئيلية المستمرة، وهو ما نفاه حسين سراج في حواره لشبكة الاعلام العربية"محيط" ، مؤكدًا أن ترجمته للرواية ليس تطبيعا مصريا إسرائيليا، إنما هو تبادل ثقافي بين الجانبين، يدخل ضمن عمله المهني، مضيفًا أن الترجمة هى السبيل للتعرف و التعايش مع الآخر بسلام، ومشددًا أنه كصحفي له مطلق الحرية فى الترجمة العبرية، والسفر إلى إسرئيل، ولا يمنعه قرار نقابة الصحفيين بعدم التطبيع الإسرائيلي، لأنه في نقابة رأي كلًُ له حرية الرأي والتعبير.
محيط : مافكرة رواية ياسمين؟
رواية ياسمين هى الرواية الثالثة ضمن ثلاثية للكاتب الروائي إيلي عمير الإسرائيلي والرواية الثالثة اسمها "ديك الكيبير" والثانية رواية "المقورجى" والتي اقرأها الآن تمهيدًا لترجمتها, القصة فى مجملها تبدأ على خلفية حرب 67 واحتلال القدس والشخصيتان الرئيسيتان هما "نوري" اليهودي العربي المولود في العراق والذي هاجر إلى إسرائيل، و"ياسمين" الفلسطينية المسيحية كانت تدرس دكتوراة فى جامعة السربون بفرنسا ورجعت على واقع الاحتلال والذي صدمت به.
تمثل شخصية نوري تقريبا السيرة الذاتية لمؤلف الرواية إيلي عمير ؛ فقد تولى مناصب تتشابه مع ما ورد بالقصة ، على سبيل المثال شغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي للشئون العربية ، وعمل كمستشارالوزيرالمكلف بإدارة شئون المناطق المحتلة، بفضل معرفته وتشبعه بالثقافة واللغة العربية .
ننتقل لشخصية ياسمين ولنجد أن أبيها لديه مطعم ورئيس تحرير جريدة في القدس الشرقية، من خلاله تعرفت الإبنة على نوري وبدأت العوائق النفسية تضيق بينهما، ونشأت قصة حب بينهما انتهت برسالة أرسلتها ياسمين لنوري وعادت ثانية لباريس.
محيط : متى صدرت الرواية ؟
صدرت في إسرائيل عام 2005، عن دار نشر عامر عوديد، وصدرت في مصر أول نوفمبر 2007، تولى توزيعها وكالة الاهرام والجمهورية.
محيط : ما سبب اختيارك لرواية "ياسمين" لترجمتها ؟
بحكم مطالعتي للجديد في عالم الكتب الإسرائيلية ، علمت كم الشهرة الذي حظت به الرواية ، والضجة التي أحدثتها وحينما قرأتها وجدت أنها بالفعل "مذهلة وجميلة" .
قمت في البداية بترجمة أول أربع فصول منها ونشرتها بمجلة "أكتوبر" ، منذ عامين ، وكانت ردود أفعال القراء التي لمستها إيجابية ، فدرست فكرة ترجمتها مع دار "ابن لقمان" للنشر ، واستأذنت مؤلفها عمير ، وتم النشر بالفعل عن دار ابن لقمان بالمنصورة .
محيط : أحداث الرواية خيالية أم حقيقية ؟
أحداث الرواية فيها السيرة الذاتية الحقيقية للمؤلف وجانب خيالي.
محيط : ما هو توجه إيلي عمير الأيدولوجي؟
إيلى عمير رجل يساري علماني يدعوا إلى إقامة دولتين، ويقول من خلال الرواية إن القدس يجب أن يرفع عليها أعلام الدول العربية والإسلامية وإسرائيل والفاتيكان، وتكون القدس عاصمة عالمية، وقد جعل البطل بالرواية يقدم استقالته للوزير اليميني الذي كان يعمل له مستشارًا.
محيط : كيف عبر عميرعن المتناقضات الموجودة فى إسرائيل؟
أنا لست ناقدا ، ولكن المؤلف أبرز هذه التناقضات في شخصية أبو نبيل الصديق لأبو جورج، واللذان يمتلكان صحيفة في القدس الشرقية، وكان ابنه نبيل عضوا فى حركة "فتح" الفلسطينية ويقوم بعمليات فدائية، وأيضًا كان هناك شخصية اسمها "غدير" البدوية، كانت في جبل اسكوبست في القدس، قابلها نوري وتعرف عليها عندما احتلت إسرائيل القدس، وكان عندها مشكلة لم الشمل مع زوجها الموجود فى عمَان ليعيشوا معًا في القدس، ونوري توسط عند "الشين بيت" المخابرات الداخلية في إسرائيل ليسمحوا لزوجها بالرجوع ، ويعيش مع زوجته في القدس، لكن الاحتلال رفض، ثم طلب الزوج من غدير المجيء إليه في عمان، لكنها هى الأخرى رفضت وانتهت قصتهما بمقتل غدير.
محيط : ما تفسيرك للضجة التى أحدثتها الرواية؟
الرواية أثارت ضجة كبيرة جدًا عندما صدرت في إسرائيل عام 95، لأن كثير من الإسرائليين اليمينيين رافضين لهذا الاتجاه في الأدب الإسرائيلي، فقد تحول كثير منهم إلى الوسط، ومنهم من اتجه لليسار، لأن القصة أثرت كثيرا بهم ، كما أن الرواية خلفيتها سياسية ، وبها العديد من الشخصيات المصرية ، وتشيد بالزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، و تبرز حب المؤلف للمطربة أم كلثوم.
السبب الثانى للضجة، هو تقصيرنا الكبير في مجال الترجمة، فتقريرالتنمية البشرية التابع للأمم المتحدة يقول ان "العرب متخلفون جدًا في مجال الترجمة".
محيط :كيف ظهر الزعيم جمال عبدالناصر في الرواية؟
حرب67 بين إسرائيل ودول عربية على رأسها مصر، لا يمكن أن تذكر بدون دور جمال عبد الناصر، كان الإسرائليون خائفون جدًا من أن عبد الناصر ربما يلقيهم في البحر، وكانت من الشعارات المرفوعة في ذلك الوقت(العقبة قطع رقبة0واسرائيل ومن ورائها فى البحر)، في الوقت الذي كان فيه قائدهم "ليفي أشكول" كبير فى السن, " يلبس البنطلون مرفوعًا إلى قرب صدره ،ليس بمتحدث جيد" ، وكان عبد الناصر مبهراً في حديثه واثقا من نفسه ، تراه زعيما في خطابه.
محيط : هل ترى أن العرب تخلفوا في مجال الترجمة ككل أم في العبرية تحديدا؟
العرب مقصرون في كل ترجمات العالم، فتقرير صحيفة "الجاردين " البريطانية، يقول، ان دولة مثل اسبانيا تترجم من لغات العالم إلى اللغة الاسبانية في سنة واحدة مجموع ما ترجمه العرب في الألف عام الماضية أي من عهد الخليفة المأمون، وهذا تخلف ينعكس على الحالة الثقافية، فلا يوجد حراك ثقافى في مصر، وينحصر في فرقعة مثلا لرواية علاء الأسواني فقط.
محيط : أثارت الترجمة الجدل لكونها باللغة العبرية ولكاتب إسرائيلي .. كيف تنظر لها ؟
ترجمتى لرواية عبرية ليست تهمة أدان بها لأن اللغة العبرية لغة دينية قديمة لأهل ديانة سماوية نؤمن بها، كما أن كاتب الرواية الإسرائيلي يرفض الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين، ولا يجب معارضته، بل يجب أن نتفق معًا للسلام وضد الحرب.
سراج : أنا لست ناقدا
محيط : لماذا ندرت الترجمات العبرية رغم كثرة المتخصصين لدينا في آدابها؟
الترجمات العبرية ظلت على أضيق نطاق منذ معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وفي المجال الأدبي ترجمت ثلاث روايات فقط، في حين أنهم في إسرائيل ترجموا علوم الأدب العربي كله إلى العبرية، فقد ترجم سامي ميخائيل ثلاثية نجيب محفوظ إلى العبرية منذ زمن صدورها، ودار "الأندلس" في إسرائيل تترجم أي عمل يصدر باللغة العربية، حتى علاء الأسواني الذي رفض ترجمة رواياته لأسباب أيديولوجية خاصة به، أخذوا رواية "عمارة يعقوبيان" وترجموها في دار الأندلس إلى العبرية، وهم في طريقهم إلى ترجمة رواية "شيكاغو" أحدث إصدارات الأسواني.
حتى المسرحيات ترجمتها إسرائيل، مثل مسرحية "سعدون المجنون" للينين الرملي، ومسرحيتين لعلي سالم ، فأين نحن من ذلك؟!.
محيط : ما هي الأعمال التي ترجمها المصريون عن العبرية؟
لاشىء سوى ثلاث رويات فقط الأولى لميخائيل شيلي، ترجمها زميلي في المجلة رفعت فودة الذي هاجر وعاش في استراليا، لكن روايته نشرت في مصر بعنوان "حنة وميخائيل"، والرواية الثانية "فيكتوريا" لسامي ميخائيل، ترجمها سمير نقاش، الذي كان إسرائيليًا من أصل عراقي، وعاش وتوفى في إسرئيل السنة الماضية، والرواية الثالثة، بعنوان كتاب "التوازن الداخلى"، لداد جروسمن، ترجمها الدكتور أحمد حماد استاذ الأدب العبري، بجامعة عين شمس وأخيرًا رواية "ياسمين".
محيط : هل ترجمتك للرواية دعوة للتطبيع؟
هذا ليس تطبيعًا ولا يجب خلط الأمور، وترجمتي للرواية ليس اتهاما يوجب عليه الإدانة، لذا يجب قراءة الرواية أولاً. أنا فوجئت أن كل الذين هاجمونى لم يقرءوا الرواية، وهذه هى الثقافة السمعية التي تمثل خطر على أغلب المجتمع الذي يحكم بدون قراءة وعلم, هل نسينا أيام لطفي الخولي الذي فتح صفحة الحوار بالاهرام القومي لكتاب إسرائليين يساريين معتدلين، كما يكتب يوسي أميتاي مدير المركزالأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة في جريدة "الحياة" بصفة مستمرة.
محيط : هل سافرت إلى إسرائيل؟
سافرت إلى إسرائيل 20 مرة وأيضًا أنيس منصور، ومكرم محمد أحمد سافروا إلى إسرائيل, المهم ماذا أفعل، تعالوا لتروني في مجلة أكتوبر، وكيف أفصل تمامًا بين العمل المهني، وبين موضوع التطبيع، فأسافر لإسرائيل من منطلق عملي المهني فقط.
محيط : عمير قال إنه لا يخشى الثقافة العربية، وتساءل هل يخشى العرب الثقافة العبرية، ما ردك على هذا التساؤل؟
لايمكن العيش في سلام دون التعرف على الآخر، وأنا رددت عليه في مقدمة الرواية، قلت له إننا لا نخشاكم، لسنا ضعاف، بل أقوياء على هذه الأرض من آلاف السنين، ولنا لغتنا العربية المتجذرة في الأرض، وسياستنا، وثقافتنا العريقة، وأنتم دولة عمرها ستون سنة، فما هو قدر ستين عاما في عمر الحضارات.
محيط : هل تهدف الرواية إلى التقارب بين الإسرائيليين والعرب ، كما يقول عمير ؟
هذا تلمسته من خلال الرواية التي تهدف فعلاً إلى التقارب بين الشعبين العربي، والاسرائيلى .!!
محيط : ولكن كيف يحدث ذلك التعايش في ظل احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وقتل وتشريد واعتقال أبنائها؟
الأديب يعيش في عالمه هو.. دائمًا حالم، فهو يحلم من خلال الرواية، بالتقارب بين الشعبين، وذلك بعيدًا عن الواقع، فالواقع مؤلم وفظيع، وما يحدث في غزة وفلسطين شئ بشع، لكن عمير ضد الانتهاكات الإسرائيلية هذه .
محيط : هل ترى عائقا نفسيا بين العرب وإسرائيل؟
بالطبع العائق كبير جدا ، حاول السادات أن يزيله بمعاهدة السلام، وأيضًا أقامت الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل، لكنه ظل كبيرا.
مندوب محيط يحاور سراج
محيط : هل كرمك السفير الإسرائيلي في الاحتفالية التي أقامتها السفارة من أجل الرواية؟!
لم يحدث، كرمتني الجمعية الدولية للمترجمين العرب الأسبوع الماضي، في احتفال السفارة الإسرئيلية، بفندق الفورسيزون احتفالاً بصدور الترجمة العربية للرواية الإسرائيلية، وهناك الإحتفال برواية "ياسمين" حضرته بصفتي المهنية كمحرر للشئون الإسرائيلية، وتصادف أنني مترجم هذه الرواية، ولوكانت هذه الاحتفالية لرواية أخرى، لكنت حضرت أيضًا.
محيط : عمير يقول انه ينبغي أن تفصل الثقافة عن السياسة باعتبار الأدب جسرًا بين الشعوب ، ألا ترى أن الاثنين، يمثلان ثقافة المجتمع؟
أنا معه تمامًا في هذا، فأنا أفصل دائمًا بين الأدب، والسياسة، لأن الأدب ملك الإنسانية لا وطن له، ونحن كنا نترجم أيام الاحتلال البريطاني روايات تشارلز ديكنر، وشكسبير. ونقرأ الأدب الإنجليزي، أما الآن فنحن في ردة أدبية ، لماذا نفصل بين الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية أو بالفرنسية أو بالعبرية، المشكلة لكي تعرف الآخر لابد أن تقرأ أدبه، وتشاهد أفلامه، وهذا ما قلته، وكتبته، عندما رفضوا عرض فيلم "زيارة الفرقة" في مهرجان القاهرة السينمائي، لأنه إسرائيلي، قلت قاطعوا ما تشائون، لكن الأدب والفن ملك الإنسانية، لا تقاطعوه.
محيط : هل ترجمت أو ألفت كتب عبرية أخرى ؟
أعمل كنائب لرئيس تحرير مجلة "أكتوبر"، ولكني بالأساس محرر الشئون الإسرائيلية بالمجلة، وألفت الكثير من الكتب عن الأحداث الإسرائيلية مثل كتاب (نتنياهو حرب أم سلام )، مذكرات ميشيه سامون، الذي كان ثانى سفيرإسرائيلي بمصر ، مذكرات موشيه ديان، بعنوان مترجم (هل إلى الأبد سيظل السيف يأكل )، وهي جملة مأخوذة من التوراة ونشرت بالمجلة وقت أن كان أنيس منصور رئيس تحريرها بالثمانينات، ثم ترجمت كتاب (يوم أن قتل السادات )، لمؤلفين إسرائيليين، و(الحصار حول رئيس الوزراء )، عن كامب ديفيد والضغوط التي مارسها ديان وعزرا فايتسمن على بيجن، لكاتب اسمه عوزي فايتسمن، وترجمت أيضًا كتاب (في الزمن الأشطر )، لديفيد جروسمن أخذت منه فصول، وترجمتها، ونشرتها، في صحيفة "المدينة " السعودية، والتي كان يرأسها أيمن نور، وقت ذلك اتصلوا بأيمن وقالوا له اجعل حسين يجري حديث مع السفير الإسرئيلي، كان وقتها السفير خوان دوبيك، وبالفعل اجريت حديثا مع السفير الإسرئيلي، ونشر في الجريدة على صفحتين وكانوا أجرأ منا بكثير.
محيط : هل تفكر بالرد على هذه الرواية، برواية من تأليفك ؟
على الرغم من الإشادة التي تلقيتها من زملاء صحفيين بترجمتي للرواية ، ورأوا أنها كانت إنسيابية وهناك من رآها وكأنها أدب عربي وليس مترجما ، ولكني حتى الآن لم أفكر في كتابة رواية، أنا فقط أتذوق الأدب ، علمًا بأن ترجمة الأدب ليست سهلة، يجب أن تدخل تحت جلد الأديب، تجري في دمه، وتقترب من قلبه، وتشعر بمشاعره، وتنقل كل هذا على الورق إلى لغتك أنت.
محيط : من خلال خبرتك كمحرر للشئون الإسرئيلية ما رؤيتك لحل الصراع العربي الإسرائيلي ؟
أنا شخصيًا مع إقامة دولتين، دولة فلسطينية، ودولة يهودية، وتكون القدس عاصمة للديانات الثلاث، المشكلة الموجودة حاليًا مشكلة حماس وانشقاقها مع فتح، وأنا ضد هذا تمامًا، وأناشد الأخوة الفلسطينيين أن يتحدوا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، لكي ينتهي النزاع لأن الطرف الإسرئيلي هو المستفيد من هذا النزاع .
محيط : ما أعمالك الجديدة في الفترة القادمة؟
أنا أنوي الاستمرار في مشروعي، وهو ترجمة الأدب العبري، وحاليًا أقرأ رواية المقورجي، وهي ضمن ثلاثية إيلي عمير، وأنوي ترجمتها، وتدور أحداثها حول بغداد وقد صدرت باللغة الإنجليزية بعنوان "وداعًا بغداد" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.