انطلق منتدى الدوحة في دورته الرابعة عشر مساء اليوم الاثنين، وسط غياب مشاركين من مصر والسعودية والإمارات للمرة الأولى. وخلت قائمة المشاركين التي نشرت بالموقع الإلكتروني للمؤتمر وتضمنت 300 شخصية من 69 دولة وجود مشاركين من دول مصر والسعودية والإمارات. وتضمنت القائمة اسم واحد لصحفي مصري – كصحفي- وليس كمشارك، فيما خلت من أي وجود إماراتي أو سعودي على أي مستوى بما فيها الجانب الإعلامي. وتضمنت القائمة وجود مشاركين من البحرين، إلا أن أيا منهم لم يكن يحمل منصب رسمي، وكان أبرز المشاركين البحرينيين بالمنتدى المفكر والوزير السابق علي محمد فخرو، بحسب لائحة المشاركين بموقع المؤتمر. ويخيم الفتور، وأحيانا التوتر، على العلاقات بين الدوحة والقاهرة منذ أن أطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى سياسية ودينية، بمرسي، الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع قطر. وأعلن وزراء خارجية دول الخليج، الخميس 17 أبريل الجاري، موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض. ووثيقة الرياض هي اتفاق مبرم في 23 نوفمبر الماضي، في الرياض ووقعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور أمير الكويت، وعاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويقضي ب"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر". وينص الاتفاق كذلك على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي". وجاء هذا الاتفاق على أمل إنهاء أزمة خليجية بدأت في الخامس من مارس الماضي، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفراءها من قطر. وفيما برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض المبرم في 23 نوفمبر الماضي، قال مجلس الوزراء القطري إن "تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون". واعتبر مراقبون الحديث القطري إشارة إلى اختلافات وجهات النظر بين قطر من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهة بشأن إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، في يوليو الماضي، بالرئيس آنذاك محمد مرسي. وفي كلمة له بافتتاح منتدى الدوحة في دورته ال14، دعا وزير خارجية قطر، خالد العطية، إلى تعميق قيم الحوار والتسامح وعدم الإقصاء الطائفي أو السياسي. وقال في كلمته إن "الشعوب العربية التي قدمت أرواحها وما زالت من اجل الحرية والكرامة والحكم الرشيد تتطلع إلى ضرورة استمرار عمليات الإصلاح التي تم البدء فيها لمواجهة ما تأتي به الثورات من عوارض جانبية وآثار سلبية من اجل بناء مستقبل يتحقق فيه طموح الشعوب في حياة أفضل". وتابع : "لذا يتعين تحقيق التوازن بين تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي عبر احترام مقومات الشرعية والعدالة وتعميق قيم الحوار والتسامح وعدم الاقصاء الطائفي أو السياسي وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان". ويعقد منتدى الدوحة بمشاركة 300 شخصية من قادة الرأي العالمي والمفكرين السياسيين وصنّاع القرار وأعضاء البرلمان ورجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين والخبراء، فضلاً عن ممثلين عن المجتمع المدني ومنظمات إقليمية والدولية يمثلون أكثر من 69 بلداً ومنظمة. ومُنتدى الدوحة هو منتدى سنوي يسعى إلى تقديم نظرة شاملة للقضايا المتعلقة بالديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة في دول الشرق الأوسط والعالم. وبالتزامن مع منتدى الدوحة، يعقد مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، بمشاركة نخبة من الشخصيات من اقتصاديين وخبراء وباحثين وأكاديميين ورجال أعمال وصانعي القرار من جميع أنحاء العالم، وذلك للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار بشأن الآفاق المستقبلية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.